Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
مدونة الدكتور عبد الإله كنفاوي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية تطوان- المغرب
20 octobre 2014

مصطلحات عروضية

 

 

مصطلحات عروضية

 

 

مطبوع دراسي في مادة:

بلاغة وعروض

لطلبة مسلك الإجازة

 في الدراسات العربية

الفصل الأول

 

 

 

السنة الدراسية: 2014 ـ 2015

                                     2015 ـ 2016                 

 

 

 

إعداد: الدكتور عبد الإله كنفاوي


 

 

مصطلحات عروضية:

 

 

ـ 1 ـ البحور:

إنها مجموعة من الأنساق الإيقاعية التي تقوم على احترام نظام معين في تتابع الحركات والسكنات، وبتعبير أدق، فالبحر هو القالب الإيقاعي المنتظم الذي يوجد خارج النص ومستقلا عنه، والذي يمكن أن يتحقق في نصوص كثيرة، أو لا يمكن أن يتحقق، مادام أن العرب لم يأتوا به على صورته النظريةفهذه الأخيرة إما خماسية أو سباعية، أو مركبة من سباعية وخماسية.

  • فالخماسية، ما تركبت من أجزاء خماسية، هي :

ـ المتقارب: (فعولن): [فعولن+فعولن+فعولن+فعولن]

ـ المتدارك : (فاعلن): [فاعلن + فاعلن + فاعلن + فاعلن]

  • · والسباعية، ما تتركبت من أجزاء سباعية، وهي:

1 ـ إما مركبة من جزء واحد، وهذه هي:

ـ الوافر: (مفاعلتن) = مفاعلتن/ مفاعلتن/ مفاعلتن.

ـ الكامل: (متفاعلن) = متفاعلن/ متفاعلن/ متفاعلن.

ـ الهزج :(مفاعيلن) = مفاعيلن/ مفاعيلن/ مفاعيلن

ـ الرجز : (مستفعلن) = مستفعلن/ مستفعلن/ مستفعلن

ـ الرمل : (فاعلاتن): فاعلاتن/ فاعلاتن/ فاعلاتن

وإما مركبة من جزأين سباعيين، وهذه هي:

ـ السريع : (مستفعلن/ مفعولات) = مستفعلن/مستفعلن/مفعولات.

ـ المنسرح : (مستفعلن/ مفعولات) = مستفعلن/ مفعولات/مستفعلن,

ـ الخفيف : (فاعلاتن/ مستفع لن) = فاعلاتن/ مستفع لن/ فاعلاتن.

ـ المضارع : (مفاعيلن/ فاع لاتن) = مفاعيلن/ فاع لاتن/ مفاعيلن

ـ المقتضب : (مفعولات/ مستفعلن) = مفعولات/ مستفعلن/ مستفعلن.

ـ المجتث : (مستفع لن/ فاعلاتن) = مستفع لن/ فاعلاتن/ فاعلاتن.

  • أما الخماسية السباعية، فهى التي تتركب من أجزاء خماسية وسباعية، وهي:

ـ الطويل : (فعولن/ مفاعيلن) = فعولن/ مفاعيلن/فعولن/ مفاعيلن,

ـ المديد : (فاعلاتن/ فاعلن) = فاعلاتن/فاعلن/فاعلاتن,

ـ البسيط :(مستفعلن/ فاعلن) = مستفعلن/ فاعلن/ مستفعلن/ فاعلن

هذه إذن الأجزاء والتركيبات التي تتألف منها بحور الشعر العربي في صورتها النظرية.[1]

وتنتمي إلى هذه اللائحة من البحور، مجموعة من الأوزان المهملة، كان قد أفرزها نظام الخليل الدائري، وهي:

ـ مقلوب الطويل:  وهو الذي سماه ابن الحداد بالوسيط، ومفكه من الدائرة الأولى، وبناء الشطر فيه على: [ مفاعيلن/ فعولن/ مفاعيلن/ فعولن].

ـ مقلوب المديد: ويخرج هو الآخر من الدائرة الأولى، ويسمى عندهم بالوسيم، ووزنه: [ فاعلن/ فاعلاتن/ فاعلن/ فاعلاتن ]. ويستعمل مثمنا، ويستعمل مربعا، فمن مثمنه قوله: ( وسيم).[2]

قَدْ شَجانِي حَبيبٌ وَاعْتَرانِي اذِّكارٌ **  لَيْتَهُ إِذْ شَجانِي مَا شَجَتْنِي الدِّيارُ

وبيت مربعه: ( مشطور الوسيم).

مَنْ لِصَبٍّ مَعَنَّى ** بِالَّذِي يَتَمَنَّى

ـ ويخرج من دائرة المؤتلف: مهمل سماه ابن الحداد بالمعتمد، وسماه ابن كيسان السالم، وسماه آخرون المتوافر أو المتوفر، وبناء شطره على:

[ فاعلاتك/ فاعلاتك/ فاعلاتك ].

 

ـ ويخرج من دائرة المجتلب، حسبما اقتضاه تفكيكها، ثلاثة أبحر مهملة، قال عليها المحدثون، وهي:

ـ المتئد: [ فاعلاتن/ فاعلاتن/ مستفع لن ].

ـ المنسرد: [ مفاعيلن/ مفاعيلن/ فاع لاتن ].

ـ المطرد: [ فاع لاتن/ مفاعيلن/ مفاعيلن ].

 

 

         1ـ 3 ـ الزحافات والعلل:

وهي تغييرات تحدث في موازين الشعر وتفاعيله، بالنقص أو الزيادة ، بتقديم أوتأخير، أو تسكين، أو حذف أوغير ذلك مما سنأتي على ذكره.

1 ـ 3 ـ 1ـ الزحاف:

وهو تغيير يختص بثواني الأسباب بالحذف، أو التسكين. ومن خصائصه أنه لا يلتزم في القصيدة، إلا في أماكن خاصة كالقبض في عروض الطويل والخبن في بعض أعاريض البسيط. ولا يختص بمكان ما، فقد نجده في العروض والضرب والحشو. والزحاف نوعان: مفرد ومزدوج.

أ ـ الزحاف المفرد:

وهو ما وقع في مكان واحد من الجزء. وقد أعطى الخليل لكل صنف من أنواعه الثمانية، بحسب موقعه إسما خاصا به، بعد أن وجد أن موقعه في الجزء لا يعدو أن يكون ثانيا، أو رابعا، أو خامسا، أو سابعا. ( وهذه خاصية يشاركه فيها المزدوج كذلك).

فالذي يدخل ثاني الجزء:

ـ حذف الثاني الساكن : الخبن.

ـ تسكين المتحرك: الإضمار.

ـ حذف الثاني المتحرك: الوقص.

والذي يدخل رابع الجزء، فله حالة واحدة:

ـ وهي : حذف الرابع الساكن، وقد سماه بالطي.

والذي يدخل خامس الجزء:

ـ حذف الساكن: القبض.

ـ تسكين المتحرك: العصب.

ـ حذف المتحرك سمي: العقل.

والذي يدخل سابع الجزء، فله حالة واحدة هي:

ـ حذف السابع الساكن، وهذا هو الكف.

ب ـ الزحاف المزدوج:

وهو الذي يأتي في موضعين من التفعيلة. وأنواعه أربعة هي:

ـ الخبل: وهو اجتماع الطي مع الخبن، بتوالي الحذف في موضعين، فيحذف الرابع والثاني، في مثل: مفعولات = معلات ¬ فعلات.

ـ الخزل: وهو اجتماع الطي مع الإضمار، بتوالي الحذف والتسكين في موضعين، فيحذف الرابع ويسكن الثاني، وهو منحصر في تفعيلة: متفاعلن، فيحذف ألفها، وتسكن تاؤها فتصبح : مُتَفعلن، وتنقل إلى: مُفْتعلن.

ـ الشكل: وهو اجتماع الكف مع الخبن، بتوالي الحذف في موضعين، فيحذف السابع الساكن بالكف، ويحذف الثاني الساكن بالخبن، فتصير فاعلاتن ¬ فعلات.

ـ النقص: وهو اجتماع الكف مع العصب، فيحذف السابع الساكن، ويسكن الخامس المتحرك، فتصير: مفاعلتن = مفاعلْتُ ¬ مفاعيل.

1 ـ 3 ـ 2 ـ العلل:

وهذه بخلاف الزحاف، فهي لا تختص بثواني الأسباب، وإنما تختص بالعروض والضرب. ولا تأتي في الحشو، وإذا دخلت العروض أو الضرب لزمها الشاعر في القصيدة كلها، لا كالزحاف الذي لايلزم،[3] وهي قسمان: علل بالزيادة وعلل بالنقص.

أ ـ علل النقص: وهي تسعة أنواع. وقد خصها صاحب الرياضة الغامزة بأوزان دون غيرها، وهي التي تشير إليها التفريعات التالية:

1 ـ الحذف: (حذف السبب الأخير من آخر الجزء)، ويدخل:

2 ـ القطف: ( تسكين الخامس مع حذف السبب الأخير من آخر الجزء)، ويدخل:

3 ـ القصر: (حذف ساكن السبب الأخير من آخر الجزء مع إسكان متحركه)،

4 ـ القطع: (حذف آخر الوتد المجموع وإسكان ما قبله)،:                  

5 ـ البتر : حذف السبب الخفيف من آخر الجزء مع آخر الوتد المجموع وإسكان ما قبله)،

6 ـ الحذذ : ( حذف الوتد المجموع من آخر الجزء)،

7 ـ الصلم : (حذف الوتد المفروق من آخر الجزء

8 ـ  الوقف ← ( إسكان السابع المتحرك)،

9 ـ  الكسف ← (حذف السابع المتحرك)،

ويمكن أن نضيف إلى علل النقص هذه، كما يتبين من هذا التشجير،  أنواع ثلاثة من التحولات التي تساهم بدورها في وصف أعاريض وضروب الأنساق الإيقاعية، ستساهم هذه الأخرى بدورها في خلق أوزان شعرية قصيرة. وهي:

*. الجزء: وهو ذهاب جزء من آخر الصدر، وآخر من آخر العجز، وهذا هو المجزوء. ويصيب فقط: البسيط، الوافر، الكامل، الرجز، الرمل، الخفيف، المتقارب، المتدارك. ثم أوزان لا تأتي إلا مجزوءة، وهي : المديد،  المضارع، المقتضب، المجتث. فهذه الأوزان كلها لاتأتي على صورتها النظرية. أما الطويل والسريع والمنسرح، فلا يصيبها الجزء.

*. الشطر: وهو ذهاب شطر بأكمله، وبقاء شطر، وهذا هو المشطور. ويصيب هذا التغيير : الرجز والسريع.

*. النهك: وهوذهاب أربعة أجزاء من البحر، وبقاء جزأين، وهذا هو المنهوك. ويصيب هذا التغيير: الرجز والمنسرح.

*. وإذا بقي جزء واحد، سميبالمقطع.

 

 

ب ـ علل الزيادة: وهي ثلاثة أنواع، ولا تقع إلا في الأوزان القصيرة وهذه هي:

1 ـ  التذييل ← (زيادة حرف ساكن على ما آخره وتد مجموع)،

2 ـ الترفيل ← (زيادة سبب خفيف على ما آخره وتد مجموع)،

وإذا كانت هذه العلة، لا تصيب سوى المجزوءات من الأوزان، فإنها لا تدخل مجزوء البسيط، أو بتعبير أصح، فإن الخليل لا يسمح بدخولها هذا الوزن، كما لايسمح بدخولها الرجز المجزوء.

3 ـ التسبيغ ← (زيادة حرف ساكن على ما آخره سبب خفيف

1 ـ 3 ـ 3ـ أشباه العلل : ( زحاف تقوم مقام العلة في اللزوم)

يلاحظ من خلال عرض البنيات الإيقاعية أن الزحاف في بعض الأحيان، يخالف المبدأ العام الذي سبق الحديث عنه، فيلزم في بعض الصور، ويعامل معاملة العلة في اللزوم.

فالحالات التي يقوم الزحاف فيها بتعويض العلة في مهمة تحديد العلاقة بين مختلف صور الأعاريض والضروب، وتمييز بعضها عن بعض هي :

ـ القبض : وهو حذف الخامس الساكن في كل من :فعولن ومفاعيلن           

ـ الخبن: وهو حذف الثاني الساكن في كل من فعولن ومفاعيلن

ـ الطي: (وهو حذف الرابع الساكن)

ـ العصب : (وهو إسكان الخامس المتحرك)

 

ج ـ أوزان البحور المهملة:

أما الأوزان التي يمكن توليدها من البحور المهملة، فهي كثيرة، ويمكن أن نقتصر فيها على الأوزان التي تسمح بها التغييرات التي تطرأ على العروضة، دون الضرب، وهذه هي: [4]

مقلوب الطويل:

وزنه،: [ مفاعيلن/ فعولن/ مفاعيلن/ فعولن × 2 ]

البحر الثاني:

[ فاعلن / فاعلاتن / فاعلن / فاعلاتن× 2 ]

البحر الثالث :

فاعلاتك/ فاعلاتك/ فاعلاتك ** فاعلاتك/ فاعلاتك/ فاعلاتك

البحر الرابع :

[ فاعلاتن/ فاعلاتن/ مستفع لن × 2 ]

البحر الخامس :

مفاعيلن/ مفاعيلن/ فاع لاتن**مفاعيلن/ مفاعيلن/ فاع لاتن

البحر السادس :

فاع لاتن/ مفاعيلن/مفاعيلن **فاع لاتن/ مفاعيلن/ مفاعيلن


 

 

1 ـ 3 ـ 5 ـ العلل الجارية مجرى الزحاف:

هذا ومن العلل ما يجري مجري الزحاف في عدم اللزوم، وهذه العلل، أو أشباه العلل التي تخالف مبدأ العلة، فلا تقع في موقعها، وحين تقع، لاتلزم، هي:

-            الحذف في العروض الأولى لبحر المتقارب.

-            والتشعيب، ثم الخرم، والخزم.[5]

  • فالتشعيت هو حذف أول الوتد المجموع، وهو خاص بالضرب دون العروض إلا عند التصريع، ففي مثل هذه الحالة يدخل العروض، ويصيب كلا من الخفيف، والمجتث، والمتدارك. فـ (فاعلاتن) الموجودة في بحر الخفيف، تصير: (مفعولن).    
  • أما الخرم، فهو حذف أول الوتد المجموع في الجزء الأول من البيت. ويقع في فعولن، ومفاعيلن، ومفاعلتن، من الطويل والمتقارب والهزج والمضارع والوافر.

ـ أما الخزم : فهو ضد الخرم، بالراء غير معجمة، الناقص منهما ناقص نقطة، والزائد منهما زائد نقطة. وغالبا ما يكون بزيادة حرف من حروف المعاني، أو كلمة، وقل ما يخزم بحرف من نفس الكلمة. إلا أنهم لم يأتوا فيه بأكثر من أربعة أحرف.[6] وهذه الزيادة غير لازمة ولا دخل لها في تقطيع البيت، وهي غير مختصة ببحر من البحور. وقد يقع في أول الشطر الثاني، لكن بحرف أو حرفين لا غير، وهو أيضا غير لازم . وإذا سقط لم يفد المعنى، ولا أخل به ولا بالوزن.[7]  وفي ذلك يقول المبرد: " الفصحاء من العرب يزيدون ما عليه المعنى ولا يعتدون به في الوزن علما بأن المخاطب يعلم ما يزيدونه".[8]

 


2 ـ البيت والقافية:

غالبا ما يرتبط تعريف الشعر عند العرب القدامى بالمفهوم الكلاسيكي للبيت، (بشطريه الإثنين)، أكان في بداية القصيدة أو في سياقها أو في خاتمتها. وكانت القصيدة، بالنتيجة، عبارة عن هذا التراكم المطرد للعناصر الشعرية التي تنغلق عليها.

ويتحقق مفهوم البيت في التجربة الشعرية القديمة ـ تأصيلا وتطبيقا ـ على أساس من تكرار النسق الإيقاعي المعين عدداً من المرات في كل بيت من أبيات القصيدة. ويتناسب هذا العدد تناسباً عكسياً مع عدد العناصر التي يتألف منها النسق الإيقاعي، دون الخروج عن المعايير التي تحدد هذا النسق، أو ذاك. ومع ذلك فقد كان الشاعر دوماً حراً في الوقف عند الحد الذي يشاؤه في عملية التكرار أو عدمه .

ففي نسق الرجز  مثلاً ، يبلغ طول البيت أحياناً ستة أنساق، وأحياناً أربعة أنساق، فيكون البيت مقسما إلى شطرين، يشتمل كل منهما على العدد نفسه من التفاعيل، وقد يتخلى عن هذا المفهوم، فيكون مشطرا، من ثلاثة أنساق. ويمكن أن يكون منهوكا، وهو نوع من المشطر إلا أنه يقوم على جزأين. وقد يكون من هذا النوع المشطر ما هو أقل، فيقوم على جزء واحد، وهذا هو المقطع.

وقد يصل البيت مع الأوزان الثمانية إلى ثمانية أجزاء، كل شطرة فيه من أربعة أجزاء، وقد لا يمكن أن يتحول عنها إلى غيرها كما هو الحال في الطويل مثلا. فكل شطر من شطريه يجب أن يحتفظ على العدد نفسه من التفاعيل وعلى نفس القافية، والعروضة والضرب.

فحد البيت ما انبنى من مصراعين،( الصدر والعجز)، ولكون المصراع هو النصف، علم أن البيت لا يكون من أكثر من مصراعين. وحد المصراع ما انبنى من نصف أجزاء دائرته. وما كان على هذه الصورة، فلا يسمى بيتا. وكذلك ما انبنى من أقل من النصف، أو جاء على جزء واحد. ويخرج من هذا الحد كذلك ما انبنى من مصراع وجزء أو أكثر، وذلك كقول القائل:

شق جيب الليل عن نحر الصباح

وبــــدا للطل فــــي جيــــد اللقاح

ودعــانا للذيــــــذ الاصـطــــباح

**

**

**

أيها الساقون

لؤلؤ مكنون

طائر ميمون

 

 

 

" فإن هذا مركب من مصراع الرمل، وثلث، وسبب خفيف، وحرف من الوتد سكن للوقف، وشاهد ذلك وهو التقطيع، وهو:

شققجيبل ليلعننح رصصباح فــاعلاتن فاعلـن  فاعــلان

 

أييهسسا قون    فاعلاتن  فعل

وأصل فعل ساكن اللام فيه" فاع" أو " فال" من فاعلاتن الثاني من المصراع الثاني...".[9]

وأما مازاد عن حد المصراعين، فخرج عن مفهوم البيت، هذا البيت الذي جاء شطره الثاني من ستة أجزاء، أي بزيادة تفعيلتين:

ألا إنني باك على جبل باك ** يقود بنا باك ويتبعنا باك ويحدو بنا باك

أ ـ الأقفال :

والأقفال كما حددها ابن سناء الملك ـ هي أجزاء مؤلفة يلزم أن يكون كل قفل منها متفقا مع بقيتها في وزنها وقوافيها وعدد أجزائها. والقفل، كما تقدم، يتردد في الموشح ست مرات في التام، و خمس مرات في الأقرع. ويسمى القفل الأول في الموشحة مطلعا، وقد يسمى مذهبا. ويطلق على القفل الأخير اسم المركز أو الخرجة.

ب ـ الأدوار:

الأدوار مفرد دور، وهي: [ الأبيات ] عند ابن سناء، مكانها من الموشحة بعد القفل، إذا كان الموشح تاما، وقد تكون قبله إذا كان أقرعا. و(البيت) لا بد أن يتردد في التام وفي الأقرع خمس مرات. وهي غالبا ما تأتي في شكل أجزاء مؤلفة مفردة أو مركبة يلزم في كل (بيت) منها أن يكون متفقا مع بقية (أبيات) الموشح في وزنها وعدد أجزائها لا في قوافيها، بل يحسن أن تكون قوافي كل (بيت) منها مخالفة لقوافي( البيت) الآخر [10] 

والدور ( البيت) في الموشحة نوعان: بسيط ومركب.

فالبسيط ما كان سمطه ثلاثة أجزاء على الأقل. وقد يكون في الناذر من جزأين.

فمما جاء منها على ثلاثة أجزاء مفردة:[11] ( وهذه هي الأسماط)

ومما جاء منها على أربعة أجزاء مفردة:[12]

قد باح دمعي بما أكتمـه   وحن قلبي لمن يظلمـه    رشا تمرن في لا فمـه     كم بالمنى أبـــــدا ألثمــه

أما البيت المركب فهو ما تألف من فقرتين، أو ثلات فقر، وقد يتركب في الأقل من أربعة فقر. وقد يكون من ثلاثة أجزاء ونصف أيضا. وأكثر ما يكون من خمسة أجزاء.[13]

فمما تركب بيته من فقرتين وثلاث أجزاء:[14]

أقم عذري على خمر كما تدري

 

فقـد آن لي أن أعـكف يـطوف بها أوطــف هضيم الحشــى مخطـف

ومثال ما تركب بيته من فقرتين وثلاثة أجزاء ونصف:[15]

من أودع الأجـــفان    

قضى على الهيمان  

وأنبت الريحــــــان    

أنـــى وللكتـــــــمان

 

صوارم الهنـــد

في صفحة الخد

بالدمـع  والشهد

ومثال ما تركب بيته من فقرتين وأربعة أجزاء:[16]

ما حوى محاسن الدهر

معرق الخدين من فهر

نسبــة للنايل الغمــــــر

فأنا أهـــواه للفخـــــــر

 

إلا غزال

عم وخال

وللنــزال

وللجمـال

ومثال ما تركب  بيته من فقرتين وخمسة أجزاء:[17] 

هن الضباء الشمس

ما إن لها من كنس

القرب  منها عرس

تلك الشفاه اللعـــس

لها لحاظ نعـــــــس

 

قنيصهن   الضيغم

إلا القلوب  الهيـــم

والبعد عنها مأتـــم

يحيى  بهن المغرم

ترنو إلى من يسقـم

وقد يندر في بعض الموشحات ما يكون بيته جزئين مركبين من فقرتين، وهو شاذ جدا، وهو:[18]

باكر إلى الخمـر فالعمر فـــي  خســــر

 

واستنشق الزهرا  ما لم  يكن سكـرا

ومثال ما تركب بيته من ثلاث فقر وثلاث أجزاء:[19]

من لي به يرنو ينأى به الحسن وتارة يـــــدنــــــو

 

بمقلتي ساحـر   فينثني نافــــر      كما احتسى  الطايــر

 

إلى العباد صعب القياد مـــاء الثمـــاد

ومثال ما تركب بيته من أربع فقر وثلاث أجزاء: [20]

بأبي  مذهبي يستبــي

 

ضبي حمى   رشف لمى  قلبــــي  بمــا

 

تكنفه      قرقفه                 يعطفـــــــــــه        

 

أسد غيل   سلسبيل        إ ذ  يميـل

3 ـ 1ـ الأسماط والأغصان:

ـ  السمط  لغة خيط النظم ويجمع على سموط وأسماط، والمسمط من الشعر، أبيات تجمعها قافية واحدة مخالفة لازمة للقصيدة حتى تنقضي، كقول الشاعر:[21]

ومستلئم كشفت بالرمح ذيلــه ** أقمت بعضب ذي سفاسق ميلـــه

فجت به في ملتقى الحي خيله ** تركت عناق الطير تحجل حوله

كأن على أثوابه نضح جريال

وهـو في المعنى الاصطلاحي، اسم لكل شطر من أشطر الدور( البيت). 

ـ أما الأغصان: ، فمفرد غصن، وهو ما تشعب عن ساق الشجرة من دقاقها وغلاظها.[22]

وفي الاصطلاح الشعري هي كل شطر من أشطر المطلع أو القفل أو الخرجة. وتتساوى الأغصان عددا وترتيبا وقافية في كل الموشحة وقلما يشذ الوشاح عن هذه القاعدة، فلا تتساوى فيها الأقفال والخرجة مع المطلع.[23]

 



[1] ـ أما إذا أخذنا بصورها في حال الإنجاز، فإن الأوزان التالية ستأخذ الرسم التالي:

ـ الهزج: [1+1] مفاعيلن مفاعيلن.

ـ المضارع: [1+2] مفاعيلن فاع لاتن.

ـ المقتضب: [1+2] مفعولات مستفعلن.

ـ المجتث: [1+2] مستفع لن فاعلاتن.

ـ المديد: [1+2+1] فاعلاتن فاعلن فاعلاتن.

[2] ـ ابن زاكور. النفحات الأرجية: 34.

[3] ـ وهناك فرق آخر بين الزحاف والعلة، وهو أن الزحاف لايكون إلا بالنقص، أما العلة فتكون بالزيادة والنقصان. ويلاحظ من خلال عرض العلل، أنها لا تختص بالعروض والضرب فقط، بل وبآخرهما دون أولهما أو وسطهما.

 

[4] _ اكتفينا بهذه التحولات التي تصيب الضرب دون العروضة، لأنها في نظرنا كافية لتفسير أوزان الموشحات التي تقوم على نظام الشطر.

[5] ـ هناك خلاف في الرأي حول الخرم والخزم، فجماعة ـ ومنهم صاحب الخزرجية ـ ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن محمد الخزرجي، وابن زاكور، وغيرهما ـ ترى أنه علة. وجماعة أخرى ترى أنه زحاف، ومن هؤلاء ابن السقاط، والقللوسي الذي وجدناه قسم الزحاف إلى ستة أقسام: أولي، ويشمل: الخرم والخزم، وثنائي، ورباعي، وخماسي، وسباعي، وما ازدوج منها مفردا مركبا. ( انظر: النفحات الأرجية والنسمات البنفسجية بنشر ما راق من مقاصد الخزرجية: 73)، و( الختام المفضوض: 114 )، و( شرح الغموض: الورقة: 21. مخطوط ).

[6] ـ الشريف السبتي. (الرياضة الغامزة: 68). ويرى القللوسي أن القياس يقتضي، إذا جاز الخزم بكلمة، أن تبلغ الكلمة سبعة أحرف عدد أطول ما تبلغه الكلم بالزيادة . (الختام المفضوض: 125).

[7] ـ ابن رشيق. العمدة: 1/ 278.

[8] ـ الكامل: 1/ 128.

[9] ـ النفحات الأرجية: 48.

[10] ـ دار الطراز: 33.

[11] ـ دار الطراز: 36. ومطلعه : " أأفردت بالحسن ** أم خلقك إبداع ".

[12] ـ نفسه: 37. ومطلعه: " كم ذا يؤرقني ذو حدق ** مرضى صحاح ** لا بلين بالأرق".

[13] ـ نفسه: 34.

[14] ـ نفسه: 37. ومطلعه: " كذا يقتاد ** سنا الكوكب الوقاد ** إلى الجلاس ** مشعشعة الآكواس ".

[15] ـ نفسه: 76.

[16] ـ توشيع التوشيح: 26. ومطلعه: بأبي أحوى رشيق * في الهوى لا يشفق *أنصف الله من الصد * من يعشق

[17] ـ توشيع التوشيح: 26. ومطلعه: " كم في قدود البان ** تحت اللمم ** من أقمر ** عواط ".

[18] ـ دار الطراز: 39.

[19] ـ دار الطراز: 39. ومطلعه: " أعيا على العود ** رهين بلبال ** مؤرق "

[20] ـ دار الطراز: 40.

[21]  ـ تاج العروس: مادة [ سمط].

[22] ـ اللسان: مادة [ غصن ].

[23]  ـ معجم مصطلحات العروض والقافية: 295

Publicité
Publicité
Commentaires
مدونة الدكتور عبد الإله كنفاوي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية تطوان- المغرب
Publicité
Archives
مدونة الدكتور عبد الإله كنفاوي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية تطوان- المغرب
Publicité