Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
مدونة الدكتور عبد الإله كنفاوي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية تطوان- المغرب
26 novembre 2013

أنساق الإيقاعية لبحور الشعر العربي وأوزانه

ماستر الأدب العربي

  في المغرب العلوي

 

الأنساق العروضية لبحور الشعر العربي

 وأوزانه

 

 

مطبوع دراسي في مادة:

العروض

لطلبة ماستر الأدب العربي

في المغرب العلوي

الفصل الأول

 

 

 

السنة الدراسية: 2012 ـ 2013

                  2013 ـ 2014

 

 

 

إعداد: الدكتور عبد الإله كنفاوي

 

 

 

 

الأنساق الإيقاعية لبحور الشعر العربي وأوزانه

 

الدكتور: عبد الإله كنفاوي

 

1ـ الأسس والمفاهيم:

لا شك أن نشأة الشعر في أساسها قد ارتبطت بالغناء سواء كان ذلك ممثلاً بالحداء الذي جاء أكثره على بحر الرجز، أو في أهازيج العمل والقتال وما أشبهها، مما أضاف إلى ذخيرة الوزن أنساقاً باتت مقبولة للنظم في أي غرض يشاؤه الشاعر الذي انتقل من الغناء إلى الإنشاد بعد أن ترسخت الأوزان في ذاكرته.

وتتبنى هذه الأطروحة تقديم رؤية جديدة لعروض الخليل بن أحمد الفراهيدي، انطلاقا من الأسس والمفاهيم التي بنى عليها مفهومه للأوزان الشعرية ومصطلحاتها،[1]  بدءا من مفهوم الحركة والسكون، ونهاية بمبدإ الزحاف والعلة وما يطرحانه من أوزان شعرية جديدة. وهذه جميعا ستروق للشعراء ولعلماء العروض الذين لم يجدوا حرجا في

هذا، وقد بنى الخليل نظامه على مفهوم الحركة والسكون، وهو مفهوم كان شائعا ومستعملا في اللغة والنحو والصرف، فجعل السبب الخفيف متحركا وساكنا: (-0) والسبب الثقيل متحركين: (--) والوتد المجموع متحركين وساكنا: (--0). والوتد المفروق متحركا وساكنا ومتحركا: (-0-) والفاصلة الصغرى ثلاثة متحركات وساكنا: (---0)، والفاصلة الكبرى أربعة متحركات وساكنا: (----0).

وجعل الأجزاء التي يوزن بها الشعر عشرة، منها اثنان خماسيان، وهما:         [ فعولن/ فاعلن ]، وثمانية سباعية، وهي: [ مفاعيلن / فاعلاتن / مستفعلن / مفاعلتن / متفاعلن / مفعولات / مستفع لن / فاع لاتن ].[2] واتبع في طريقة تكوينها الطريقة التي استعملها في حصر مواد معجمه »العين« وهي التقليب، بعد أن ألغى كثيرا من التفعيلات الناتجة من التقليب لأن اللغة ترفضها ، وهذه التفعيلات هي التي تحتوي على ثلاثة سواكن أو أكثر أو التي تبدأ بساكن، أو التي يوجد بها ساكنان في وسطها وليس في آخرها، أو التي تحتوي على خمسة متحركات متتالية فأكثر. ولاحظ أن التفعيلات الصحيحة إما أن تكون خماسية أو سباعية، وأن التفعيلات الثلاثية وبعض الرباعية ناتجة من الخماسية، وبعض الخماسية والسداسية ناتجة من السباعية نتيجة نقص بها. وأطلق على هذا النقص مصطلحات كثيرة تحت مفهومي الزحاف والعلة، كما لاحظ أن هناك زيادة  بحرف ساكن أو بسبب خفيف على بعض التفعيلات فأطلق عليها علة ولكنها بزيادة، وسمى كل نوع منها.

وبنى الأنساق الإيقاعية أو البحور الخمسة عشر وتكوينها من الأجزاء السابقة، وميَّز بينها، بأن وضع لكل بحر إسما يميزه عن غيره، نظرا لما يمتاز به كل واحد منها من خصوصيات إيقاعية مختلفة.[3] ولم يأت تحديده لها، وتمييزه بعضها عن البعض، نتيجة عمل اعتباطي، بل لأن العرب تميز بينها أولا، فلا يخلط الشاعر في قصيدة بين إيقاع وآخر. وقد وصف ذلك التميُّز عن طريق الدوائر الخمس التي جعلها في مقابلة الشعر العربي.[4] وحدد وظيفتها في الربط بين البحور بالاعتماد على مكوناتها من الوحدات الإيقاعية التي تتكون بدورها من الوحدات الصوتية الوظيفية.

ولاشك أن الخليل، وهو يبنى الأجزاء من الوحدات الصوتية، كان يريد أن يمثل إيقاع البحور بالتفاعيل. وربما لذلك، عبر عن الإختلاف والتعدد الذي لاحظه بين الوحدات والأنساق المنتسبة إلى صنف واحد، بمبدإ التحول الذي هو الزحاف والعلة. وقد جعل " الزحاف " وهو يحدد العلاقة بين الوحدات المختلفة وسيلة لتمييز إيقاع بحر عن آخر، لا وسيلة لخلط إيقاع هذه بذاك وإدماجه فيه. أما النوع الثاني من التحولات وهو " العلة "، فقد قصر دوره على تحديد العلاقة بين النماذج النظرية والتطبيقية لوحدات بعينها هي التي تقع فيما سماه بالأعاريض والضروب.

ولاحظ أن أقصى ما ينتهي إليه عدد الأعاريض في البحر الواحد أربع، وذلك في بحري الرجز والسريع. أما الضروب ، فغاية ما ينتهي الواحد منها إلى تسعة، وذلك في بحر الكامل. وهذا يعني أن الأعاريض في مفهوم الشعرية القديمة، التي تستند إلى آراء الخليل، لا تزيد في البحر الواحد على أربعة، ولا تزيد ضروبها على تسعة.

وعلى هذا الأساس من الاختلاف بين الأعاريض والضروب، أقام الخليل فهمه للأوزان الشعرية، والتمييز بينها وبين الأنساق الإيقاعية الكبرى التي أطلق عليها اسم البحور. وقد قاده وصف أعاريض هذه البحور وضروبها إلى وصف عدد كبير من الأنساق الإيقاعية في الشعر العربي حتى حين وضعه لعلم العروض.[5] " فالأعاريض أربع وثلاثون والضروب ثلاثة وستون[6] وكلها استعملتها العرب، وكثرت أشعارها عليها، فأما ما شذت وأهملت فكثير.

ولمّا كان الخليل بن أحمد قد اقتصر على الشعر الجاهلي والإسلامي والأموي، " فقد كان لابد أن تختلف المواقف، فتضاف إلى النظام أسس وتختفي منه أخرى، بناء على الشعر الموصوف الذي اقتضى تطور التاريخ أن يختلف من مرحلة إلى أخرى ".[7]

فعندما جاء المحدثون، أضافوا إلى النظام بحرا سُمِّيَ بـ" المتدارك"، وأنكرالأخفش وجود بحرين هما : المضارع والمقتضب.[8] بينما اقتصر الجوهري صاحب "عروض الورقة " على اثني عشر بحرا فحسب.[9] ولائحة الإستدراكات طويلة، وهي وإن مست جوانب عروضية محددة مثل: الأسباب  والأوتاد، والدوائر أو البحور، أو الزحافات والعلل، أو الأعاريض والضروب، فإنها في مجملها العام لا تخرج عن إطار عروض الخليل، ومجال عمله ووظيفته.[10]

ومن عجيب الأمر أن القيود التي وضعها علماء العروض، لم تمنع من اختراع بحر جديد، فهذه كانت مهمة  كل الشعراء الذين سيأتون في ما بعد، فانقادوا لحركات التجديد التي عرفتها الساحة الشعرية مع شيوع فن الغناء، وانفتاح الثقافة الشعرية العربية على ثقافات شعرية جديدة، أعادت فتح دائرة الرخص في استعمال الزحاف والعلل، وأعادت كثيرا من الأوزان القديمة، كما أحيت مجموعة من الأوزان القصيرة والمهملة التي لم يكن لها أهمية كبيرة في العصور الأولى نتيجة ظروف تاريخية مغايرة. فخلق إيقاع شعري حديث، إذن ليس عملا مفتعلا، إنه حتمية تاريخية، ونتيجة طبيعية لدور المؤثرات الخارجية التي يمكن أن يكون لها أكثر من فعل في تطور الايقاع الشعري، أو في خلق أنماط شعرية جديدة لها عروضها الخاص.[11]

 

 

 

1 ـ 1 ـ الأجزاء أو التفاعيل:

يفضي الحديث عن الأسباب والأوتاد والفواصل بجميع أنواعها، انطلاقا من مفهوم الحركة والسكون الذي أقام عليه الخليل نظامه العروضي، إلى تناول التفاعيل أو الأجزاء التي تتكون منها البحور الشعرية. والحقيقة أن هذه الأخيرة ليست ثمانية، كما يتضح من لفظها، بل هي عشرة، بإضافة "مستفع لن"، و"فاع لاتن" المنفصلتين، هكذا هي في حكمها، إذا نحن راعينا الوحدات أو الأسباب والأوتاد التي تدخل في تركيبها، والغاية منها.

فالجزءان الخماسيان " فعولن" و" فاعلن" يتكونان من سبب خفيف ووتد مجموع، على اختلاف في الترتيب أو التقليب :

ـ  فـعو/ لن/ تتركب من وتد مجموع وسبب خفيف.

ـ  و/فا/علن/ تتركب من سبب خفيف ووتد مجموع .

بينما تتركب ثلاثة من السباعية، من وتد مجموع وسببين خفيفين، وهذه الثلاثة هي :

ـ مفا/عيـ/لن : تتركب من وتد مجموع بعده سببان خفيفان.

ـ مسـ/تفـ/ـعلن : تتركب من سببين خفيفين، بعدهما وتد مجموع.

ـ فا/علا/تن : تتركب سبب خفيف، بعده وتد مجموع، ثم سبب خفيف.

ويتركب إثنان من السباعية، من وتد مجموع بعده فاصلة صغرى في "مفا/علتن/"، ومن فاصلة صغرى بعدها وتد مجموع في: متفا/علن/، أو من سبب ثقيل، بعده سبب خفيف، ثم وتد مجموع.

أما "مفـ/ـعو/لات/" فتتكون من سببين خفيفين بعدهما وتد مفروق. فإذا كانا بعده، فتلك "فاع/لا/تن/". وإذا كان أحدهما قبله، والثاني بعده، فتلك "مسـ/ـتفع/لن/". وهذان الجزءان هما اللذان يرفعان الأجزاء في حكمها إلى عشرة، وهي في لفظها ثمانية فقط، لاشتراك التفعيلتين الأخيرتين في لفظهما مع "مستفعلن" و "فاعلاتن".

وهذه الأجزاء في مجموعها لا تحتمل أكثر من وتد واحد،[12] فإذا تكون الجزء من وتدين وسبب، نتج الثماني، أما إذا تكون من ثلاثة أسباب ووتد، فذاك التساعي، ومثل هذه التركيبات لا يقبل بها الخليل في نظامه، وذلك حفاظا – منه – على مبدأ التناسب.

1ـ 2 ـ البحور:

إنها مجموعة من الأنساق الإيقاعية التي تقوم على احترام نظام معين في تتابع الحركات والسكنات، وبتعبير أدق، فالبحر هو القالب الإيقاعي المنتظم الذي يوجد خارج النص ومستقلا عنه، والذي يمكن أن يتحقق في نصوص كثيرة، أو لا يمكن أن يتحقق، مادام أن العرب لم يأتوا به على صورته النظرية.[13]

 وما يهمنا الآن هو النظر إلى الطريقة التي درس بها واضع العروض بنية البحور، وكيف يمكن أن نولِّد من خلالها أوزانا جديدة يسمح بها نظامه.

فهذه الأخيرة إما خماسية أو سباعية، أو مركبة من سباعية وخماسية.

  • فالخماسية، ما تركبت من أجزاء خماسية، هي :

ـ المتقارب: (فعولن): [1+1+1+1]

ـ المتدارك : (فاعلن): [1+1+1+1]

  • · والسباعية، ما تتركبت من أجزاء سباعية، وهي:

1 ـ إما مركبة من جزء واحد، وهذه هي:

ـ الوافر: (مفاعلتن): [1+1+1]

ـ الكامل: (متفاعلن): [1+1+1]

ـ الهزج :(مفاعيلن): [1+1+1]

ـ الرجز : (مستفعلن): [1+1+1]

ـ الرمل : (فاعلاتن): [1+1+1]

وإما مركبة من جزأين سباعيين، وهذه هي:

ـ السريع : (مستفعلن/ مفعولات): [1+1+2].

ـ المنسرح : (مستفعلن/ مفعولات): [1+2+1].

ـ الخفيف : (فاعلاتن/ مستفع لن): [1+2+1].

ـ المضارع : (مفاعيلن/ فاع لاتن): [1+2+1].

ـ المقتضب : (مفعولات/ مستفعلن): [1+2+2].

ـ المجتث : (مستفع لن/ فاعلاتن): [1+2+2].

  • أما الخماسية السباعية، فهى التي تتركب من أجزاء خماسية وسباعية، وهي:

ـ الطويل : (فعولن/ مفاعيلن): [1+2+1+2].

ـ المديد : (فاعلاتن/ فاعلن): [1+2+1].

ـ البسيط :(مستفعلن/ فاعلن): [1+2+1+2].

هذه إذن الأجزاء والتركيبات التي تتألف منها بحور الشعر العربي في صورتها النظرية.[14]

وتنتمي إلى هذه اللائحة من البحور، مجموعة من الأوزان المهملة، كان قد أفرزها نظام الخليل الدائري، وهي:

ـ مقلوب الطويل:  وهو الذي سماه ابن الحداد بالوسيط، ومفكه من الدائرة الأولى، وبناء الشطر فيه على: [ مفاعيلن/ فعولن/ مفاعيلن/ فعولن].

ـ مقلوب المديد: ويخرج هو الآخر من الدائرة الأولى، ويسمى عندهم بالوسيم، ووزنه: [ فاعلن/ فاعلاتن/ فاعلن/ فاعلاتن ]. ويستعمل مثمنا، ويستعمل مربعا، فمن مثمنه قوله: ( وسيم).[15]

قَدْ شَجانِي حَبيبٌ وَاعْتَرانِي اذِّكارٌ **  لَيْتَهُ إِذْ شَجانِي مَا شَجَتْنِي الدِّيارُ

وبيت مربعه: ( مشطور الوسيم).

مَنْ لِصَبٍّ مَعَنَّى ** بِالَّذِي يَتَمَنَّى

ـ ويخرج من دائرة المؤتلف: مهمل سماه ابن الحداد بالمعتمد، وسماه ابن كيسان السالم، وسماه آخرون المتوافر أو المتوفر، وبناء شطره على:

[ فاعلاتك/ فاعلاتك/ فاعلاتك ].

 

 

ـ ويخرج من دائرة المجتلب، حسبما اقتضاه تفكيكها، ثلاثة أبحر مهملة، قال عليها المحدثون، وهي:

ـ المتئد: [ فاعلاتن/ فاعلاتن/ مستفع لن ].

ـ المنسرد: [ مفاعيلن/ مفاعيلن/ فاع لاتن ].

ـ المطرد: [ فاع لاتن/ مفاعيلن/ مفاعيلن ].

وتفسر لنا هذه المهملات جزءا  كبيرا من عمل الخليل في علم العروض، لم تأبه إليها دراسات عروضية كانت قد عابت عليه فهمه لنظام الدوائر وما يتفرع عنها من أوزان مهملة. فهي تضيف رؤية جديدة لهذا العمل، تتمثل في أن إمكانات اللغة العربية من التفعيلات التي بنى عليها مفهومهه للعروض، ليست خمسة عشر بحرا، ولا ستة عشر بحرا أو غير ذلك ، بإضافة هذه المهملات، بل هي أكثر من ذلك بكثير، ولذلك فإنه لا يجب إلغاؤها أو إهمالها.[16] فقد كانت رؤيته لنظام الإيقاع الشعري تجمع بين جانب المثال وجانب الواقع، أي تجمع النظام والاستعمال في صورة تنبئ عن نفاذ بصيرة تؤكد الإحساس بما هو موجود، والتطلع إلى ما يمكن وجوده. [17].

 

         1ـ 3 ـ الزحافات والعلل:

وهي تغييرات تحدث في موازين الشعر وتفاعيله، بالنقص أو الزيادة ، بتقديم أوتأخير، أو تسكين، أو حذف أوغير ذلك مما سنأتي على ذكره.

1 ـ 3 ـ 1ـ الزحاف:

وهو تغيير يختص بثواني الأسباب بالحذف، أو التسكين. ومن خصائصه أنه لا يلتزم في القصيدة، إلا في أماكن خاصة كالقبض في عروض الطويل والخبن في بعض أعاريض البسيط. ولا يختص بمكان ما، فقد نجده في العروض والضرب والحشو. " والزحاف نوعان: مفرد ومزدوج.

أ ـ الزحاف المفرد:

وهو ما وقع في مكان واحد من الجزء. وقد أعطى الخليل لكل صنف من أنواعه الثمانية، بحسب موقعه إسما خاصا به، بعد أن وجد أن موقعه في الجزء لا يعدو أن يكون ثانيا، أو رابعا، أو خامسا، أو سابعا. ( وهذه خاصية يشاركه فيها المزدوج كذلك).

فالذي يدخل ثاني الجزء:

ـ حذف الثاني الساكن : الخبن.

ـ تسكين المتحرك: الإضمار.

ـ حذف الثاني المتحرك: الوقص.

والذي يدخل رابع الجزء، فله حالة واحدة:

ـ وهي : حذف الرابع الساكن، وقد سماه بالطي.

والذي يدخل خامس الجزء:

ـ حذف الساكن: القبض.

ـ تسكين المتحرك: العصب.

ـ حذف المتحرك سمي: العقل.

والذي يدخل سابع الجزء، فله حالة واحدة هي:

ـ حذف السابع الساكن، وهذا هو الكف.

ب ـ الزحاف المزدوج:

وهو الذي يأتي في موضعين من التفعيلة. وأنواعه أربعة هي:

ـ الخبل: وهو اجتماع الطي مع الخبن، بتوالي الحذف في موضعين، فيحذف الرابع والثاني، في مثل: مفعولات = معلات ¬ فعلات.

ـ الخزل: وهو اجتماع الطي مع الإضمار، بتوالي الحذف والتسكين في موضعين، فيحذف الرابع ويسكن الثاني، وهو منحصر في تفعيلة: متفاعلن، فيحذف ألفها، وتسكن تاؤها فتصبح : مُتَفعلن، وتنقل إلى: مُفْتعلن.

ـ الشكل: وهو اجتماع الكف مع الخبن، بتوالي الحذف في موضعين، فيحذف السابع الساكن بالكف، ويحذف الثاني الساكن بالخبن، فتصير فاعلاتن ¬ فعلات.

ـ النقص: وهو اجتماع الكف مع العصب، فيحذف السابع الساكن، ويسكن الخامس المتحرك، فتصير: مفاعلتن = مفاعلْتُ ¬ مفاعيل.

1 ـ 3 ـ 2 ـ العلل:

وهذه بخلاف الزحاف، فهي لا تختص بثواني الأسباب، وإنما تختص بالعروض والضرب. ولا تأتي في الحشو، وإذا دخلت العروض أو الضرب لزمها الشاعر في القصيدة كلها، لا كالزحاف الذي لايلزم،[18] وهي قسمان: علل بالزيادة وعلل بالنقص. وهي حين تعرض للتفعيلة بالنقص، تعطيها خِفَّة قد تبعد بها عن الثقل، والرتابة. وحين

والجدير بالذكر، أن الخليل حين قلَّلَ العلل ، فإنما كان يريد أن يحصر جميع الصور المتعددة لأعاريض الأنساق الخمسة عشر وضروبها. ولذلك نجده قد بدأ بوصف هذه الأعاريض والضروب من النموذح الذي جعله نظريا في شطر البحر في الدائرة، ثم قاس عليه باقي النماذج، وفرع العلة بقسميها إلى أنواع، وميز كل واحد منها باسم خاص.

ولا بأس أن نقف عند الأوزان التي تطرحها هذه العلل، انطلاقا من نظام الخليل نفسه. فما هي هذه الأوزان، أو ما هي هذه الأجزاء التي تدخل عليها هذه العلل.؟

يمكن رصد هذه الأجزاء أو الأوزان في علاقتها بالعلل، من خلال التفريعات التالية:

1 ـ فعولن                              المتقارب + م.

                                 الوسيط ( مقلوب الطويل).

2 ـ فاعلن                              البسيط

                                  المتدارك + م. المتدارك

                                 م. الوسيم ( مقلوب المديد)

3 ـ  مفاعيلن                   الطويل

                                 الهزج

                                 م. الوسيط( مقلوب الطويل)

                                 م. المنسرد

                                 المطرد + م. المطرد

4. مستفعلن                    الرجز + م.+ مشط. + منهـ. الرجز.

                                         م. الخفيف

                                        المقتضب

                                 المنسرح

                                 م. البسيط

4    . فاعلاتن                        المديد

                                 الخفيف

                                 المضارع

                                 المجتث

                                 الرمل + م. الرمل

                                 الوسيم + مشط. الوسيم

                                        م. المتئد

6. مفاعلتن                     الوافر + م. الوافر

7. متفاعلن                     الكامل + م. الكامل

8. مفعولات                    السريع + مشطوره

                                 منهـ. المنسرح

9. فاع لاتن.                   م. المضارع

                                 المنسرد

    10.مستفع لن.                     م. الخفيف

                                  المتئد

+ فاعلاتك                             المعتمد أو المتوافر ومجزوءه.

 

 

 

 

 

أ ـ علل النقص: وهي تسعة أنواع. وقد خصها صاحب الرياضة الغامزة بأوزان دون غيرها، وهي التي تشير إليها التفريعات التالية:

1 ـ الحذف: (حذف السبب الأخير من آخر الجزء)، ويدخل:

 1. 1.  فعولن           المتقارب (ضربه فقط) ← [فعو]

1 . 2.  مفاعيلن               الطويل ( ضربه فقط )             

                                  الهزج ( ضربه فقط ) ←[مفاعي ← فعولن]

1. 3. فاعلاتن         المديد  (عرضه وضربه): [فاعلن]

                           الرمل  (              ): [  ]

                           الخفيف (              ): [  ]

2 ـ القطف: ( تسكين الخامس مع حذف السبب الأخير من آخر الجزء)، ويدخل:

2. 1. مفاعلتن           الوافر:(عروضه وضربه) ← [مفاعل ← فعولن].

3 ـ القصر: (حذف ساكن السبب الأخير من آخر الجزء مع إسكان متحركه)، ويدخل:

 3 .1. فعولن           المتقارب (ضربه فقط): ← [فعول]

3 . 2 . مفاعيلن                    الطويل: [مفاعيل]← صورة متحققة عند الأخفش.

3 .3. فاعلاتن         المديد: (ضربه فقط) :←  [فاعلان]

                         الرمل: (            )

                         الخفيف (مقرونا بالخبن): [ فعلان]

4 ـ القطع: (حذف آخر الوتد المجموع وإسكان ما قبله)، ويدخل:

4. 1. فا[عـ(لـ)(ن)]           البسيط (ضربه فقط).

                                 المتدارك (عروضه وضربه).

4. 2. متفا[عـ(ل)ن)]         الكامل (ضربه فقط) ← [متفاعل ← فعلاتن]

4. 3. مستفـ[عـ(لـ) (ن)]              الرجز* (ضربه فقط)

                                   م. البسيط

5 ـ البتر : حذف السبب الخفيف من آخر الجزء مع آخر الوتد المجموع وإسكان ما قبله)، وتكون في:

 5. 1. فعـ(و)(لن)                     المتقارب (ضربه فقط) ←[ فَعْ]

5. 2. فاعل(ا)(تن)             المديد (ضربه فقط) ← [فعْلنْ].

6 ـ الحذذ : ( حذف الوتد المجموع من آخر الجزء)، ويكون في:

6. 1. متفا(علن)                        الكامل (ع. ض) ← [متفا ← فعلن]

6. 2. مستفـ (علن)                  (المقتضب، الرجز بأنواعه، المنسرح، م. البسيط). وهذه كلها أوزان لا يجيز فيها الخليل هذه العلة، وأجازه ابن بري)

7 ـ الصلم : (حذف الوتد المفروق من آخر الجزء)، ويكون في:

7. 1. مفعو(لات)              السريع (ضربه فقط) ← [مفْعو ← فعْلن]

8 ـ  الوقف ← ( إسكان السابع المتحرك)، ويكون في:

8. 1. مفعولا(ت)                      السريع (ضربه فقط مقرونا بالطي)                                         مشط. السريع ← مفعولان

                                 منهـ. المنسرح ← مفعولان

9 ـ  الكسف ← (حذف السابع المتحرك)، ويدخل:

9. 1.مفعولا(ت)               السريع (عروضه وضربه معا، إما مقرونتان                               بالطي= [فاعلن]، أو مقورنتان بالخبل= [فعلن].

                           مشط. السريع ← [مفعولن]

                          منهـ. المنسرح ← [مفعولن]

ويمكن أن نضيف إلى علل النقص هذه، كما يتبين من هذا التشجير،  أنواع ثلاثة من التحولات التي تساهم بدورها في وصف أعاريض وضروب الأنساق الإيقاعية، ستساهم هذه الأخرى بدورها في خلق أوزان شعرية قصيرة. وهي:

*. الجزء: وهو ذهاب جزء من آخر الصدر، وآخر من آخر العجز، وهذا هو المجزوء. ويصيب فقط: البسيط، الوافر، الكامل، الرجز، الرمل، الخفيف، المتقارب، المتدارك. ثم أوزان لا تأتي إلا مجزوءة، وهي : المديد،  المضارع، المقتضب، المجتث. فهذه الأوزان كلها لاتأتي على صورتها النظرية. أما الطويل والسريع والمنسرح، فلا يصيبها الجزء.

*. الشطر: وهو ذهاب شطر بأكمله، وبقاء شطر، وهذا هو المشطور. ويصيب هذا التغيير : الرجز والسريع.

*. النهك: وهوذهاب أربعة أجزاء من البحر، وبقاء جزأين، وهذا هو المنهوك. ويصيب هذا التغيير: الرجز والمنسرح.

*. وإذا بقي جزء واحد، سميبالمقطع.

 

ب ـ علل الزيادة: وهي ثلاثة أنواع، ولا تقع إلا في الأوزان القصيرة وهذه هي:

1 ـ  التذييل ← (زيادة حرف ساكن على ما آخره وتد مجموع)، ويكون في:

1.1. فاعلن               م.المتدارك ← فاعلن ← [فاعلان]: ابن غازي

1. 2. مستفعلن         م. البسيط ← [مستفعلان]          

1. 3. متفاعلن          م. الكامل ← متفاعلن ← [متفاعلان].

 

2 ـ الترفيل ← (زيادة سبب خفيف على ما آخره وتد مجموع)، ويدخل:

2. 1. فا(علن)         المتدارك

                         م. المتدارك

2. 2.متفاعلن        م. الكامل                 [متفاعلاتن]

 

وإذا كانت هذه العلة، لا تصيب سوى المجزوءات من الأوزان، فإنها لا تدخل مجزوء البسيط، أو بتعبير أصح، فإن الخليل لا يسمح بدخولها هذا الوزن، كما لايسمح بدخولها الرجز المجزوء.

3 ـ التسبيغ ← (زيادة حرف ساكن على ما آخره سبب خفيف)، ويدخل:

 فاعلاتن             م. الرمل.

1 ـ 3 ـ 3ـ أشباه العلل : ( زحاف تقوم مقام العلة في اللزوم)

يلاحظ من خلال عرض البنيات الإيقاعية أن الزحاف في بعض الأحيان، يخالف المبدأ العام الذي سبق الحديث عنه، فيلزم في بعض الصور، ويعامل معاملة العلة في اللزوم.

فالحالات التي يقوم الزحاف فيها بتعويض العلة في مهمة تحديد العلاقة بين مختلف صور الأعاريض والضروب، وتمييز بعضها عن بعض هي :

ـ القبض : وهو حذف الخامس الساكن في كل من :

فعولن             المتقارب.          

                  مفاعيلن ← الطويل← م. الهزج.

وهذه كلها أوزان تنتهي أعاريضها وأضربها بواحدة من هذه الأجزاء، ولكن هذا الزحاف لايقوم مقام العلة فيها، إلا في الطويل.

ـ الخبن: وهو حذف الثاني الساكن في كل من:

  فاعلن                                البسيط     ← [فعلن]

                                         المتدارك + م        ← [ فعلن]

                                        م. المتدارك ← المرفل  ← [فعلاتن]

 

فاعلاتن                                      الرمل + م

                                        الخفيف

                                     المضارع + المجتث

                                    المديد م. المحذوف ← فاعلن ←[فعِلنٍ]

مستفعلن                           الخفيف + المقتضب + المنسرح + م. البسيط .

ـ الطي: (وهو حذف الرابع الساكن)

 

                مستفعلن            البسيط

                                             م. الخفيف

                                              المقتضب ← مستفعلن ← [مفتعلن]

                                              المنسرح  ← مستفعلن ← [مفتعلن]

 

         مفعولات                    السريع ← الموقوف ← [فاعلان]

                                       السريع المكسوف ← مفعولات ← [فاعلن]

 

ـ العصب : (وهو إسكان الخامس المتحرك)

         مفاعلتن               الوافر ← مفاعلتن ← [فعولن]

 

                       

     1 ـ 3 ـ 4ـ أوزان مغيبة:

    ونأتي الآن إلى الأوزان التي يغيبها نظام الخليل، باعتماد العلل، وأشباه العلل :

أ/ أوزان العلل:

ـ علة الحذف     ← لا تلحق                          المضارع

                                                        المجتث

 

ـ القصر  ← لا يلحق                         المضارع

                                                  المجتث

                                                الطويل

 

ـ القطع  ← لا يلحق                        المقتضب

                                            المنسرح

 

ـ البتر    ← لا يلحق                          الخفيف  

                                                    الرمل

                                                   م. الرمل

                                                 المجتث                                                                         المضارع

 

ـ الحذذ   ← لا يلحق                        البسيط

                                                المتدارك

                                               المقتضب

                                               الرجز بأنواعه الأربعة

                                               المنسرح

                                                 البسيط

     ـ الصلم   ← لا تلحق                           منهـ. المنسرح

 

 

التذييل  ← لا تلحق                              البسيط

                                                المتدارك

                                                    الرجز + م + مشط + منهـ

                                                      المقتضب

                                                       المنسرح

                                                     الكامل     

 

الترفيل← لا يلحق                             البسيط

                                                 المتدارك

                                                  الرجز + م مشط + منهـ

                                                المقتضب

                                             المنسرح

                                                 م. البسيط

                                                        الكامل

التسبيغ ← لا يلحق                                     المتقارب

                                                    م. المتقارب

                                                         الطويل

                                                          الهزج

                                                           الرمل

                                                          الخفيف

                                                         المضارع

                                                        المجتث

 

ب/ أوزان أشباه العلل :

 

ـ القبض← لا يلحق            المتقارب

                           الهزج

 

ـ الخبن  ← لا يلحق                   الرمل

                                         م. الرمل

                                         الخفيف

                                         المضارع

                                         المجتث

                                         الرجز + م + مشط + منهـ

                                         م. الخفيف

                                         المقتضب

                                         المنسرح + منهـ

                                         م. البسيط

                                         السريع + مشط

 

ـ الطي   ← لا يلحق           البسيط

                                  الرجز بأنواعه

                                  م. الخفيف

                                  منهـ. النسرح

 

ـ العصب← لا يلحق        م. الوافر

 

 

 

 

 

ج ـ أوزان البحور المهملة:

أما الأوزان التي يمكن توليدها من البحور المهملة، فهي كثيرة، ويمكن أن نقتصر فيها على الأوزان التي تسمح بها التغييرات التي تطرأ على العروضة، دون الضرب، وهذه هي: [19]

مقلوب الطويل التام وأوزانه:

1. الوزن التام،: [ مفاعيلن/ فعولن/ مفاعيلن/ فعولن × 2 ]

2 . المحذوف، ووزنه: [ ــ / ــ / ــ ** ــ / ــ / فعو]

3 . المقصور، ووزنه: [ ــ / ــ / ــ ** ــ / ــ / فعول ]

4 . الوزن المبتور: [ ــ / ــ / ــ ** ــ / ــ / فع ]

5 . الوزن المسبغ: [ ــ /ــ / ــ ** ــ / ــ / فعولان ]

6 . الوزن المقبوض: [ ــ / ــ / ــ ** ــ / ــ / فعول ]

مقلوب الطويل المجزوء وأوزانه:

1. المجوزء الصحيح: [ ــ / ــ/ مفاعيلن ** ــ/ ــ/ مفاعيلن ]

2 . المجزوء المحذوف:[ ــ / ــ / ــ ** ــ / ــ / فعولن ]

3 . المجزوء المقصور:[ ــ / ــ/ ــ ** ــ / ــ / مفاعيل ]

4 . المجزوء المسبغ:[ ــ / ــ / ــ ** ــ / ــ / مفاعيلان ]

5 . المجزوء المقبوض:[ ــ / ــ / ــ ** ــ/ ــ/ مفاعلن ]

وقد يأتي مشطورا على نفس الصور التي جاء عليها في حالة التمام.

ويمكن أن يأتي منهوكا، على نفس الصور التي جاء عليها في حالة الجزء.

البحر الثاني:

[ فاعلن / فاعلاتن / فاعلن / فاعلاتن× 2 ]

ويسمح بأن يأتي تاما على الصور التالية:

1. صحيحا : [ ــ/ ــ / ــ / ** ــ / ــ/ فاعلاتن]

2. مقصورا : [ ــ/ ــ / ــ / ** ــ / ــ/ فاعلان]

3.مسبغا [ ــ/ ــ / ــ / ** ــ / ــ/ فاعلاتان]

ـ ويمكن أن يأتي مجزوءا على الصور التالية:

1. م. صحيحا: [ ـــ/ ـــ ** ــــ / فاعلن]

2. م. مقطوعا: [ ـــ/ ـــ ** ــــ / فعْلن ]                           

3.م. مذيلا: [ ـــ/ ـــ ** ــــ / فاعلان]

4. مرفلا: [ ـــ/ ـــ ** ــــ / فاعلاتن]

ويمكن أن يأتي مشطورا على نفس الصور التي جاء عليها في حالة التمام،  أو منهوكا على نفس الصور التي جاء عليها في حالة الجزء.

البحر الثالث :

فاعلاتك/ فاعلاتك/ فاعلاتك ** فاعلاتك/ فاعلاتك/ فاعلاتك

ـ ويأتي في حالة وروده تاما، على الصور التالية :

1. صحيحا : [ ــ / ــ / ــ ** ــ / ــ / فاعلاتك ]

2. موقوفا : [ ــ / ــ / ــ ** ــ / ــ / فاعلاتن ]

3. مكسوفا : [ ــ / ــ / ــ ** ــ / ــ / فاعلات ]

4. مخبونا : [ ــ / ــ / ــ ** ــ / ــ / فعلاتك ]

ـ وفي حالة وروده مجزوءا أو مشطورا أو منهوكا، فإنه يحتفظ بنفس الصور السابقة.

البحر الرابع :

[ فاعلاتن/ فاعلاتن/ مستفع لن × 2 ]

أ ـ في حالة وروده تاما، يأتي :

1 . تاما صحيحا : [ ــ / ــ / ــ**  ــ / ــ / مستفعلن ]

2 . صحيحا مرفلا [ ــ / ــ / ــ**  ــ/ ــ / مستفعلاتن ]

 3 . مذيلا صحيحا : [ ــ/ ــ / ــ** ــ / ــ / مستفعلان ]

 4 . مخبونا صحيحا [ ــ/ ــ / ــ**  ــ / ــ / متفعلن ]

ب ـ ويمكن أن يأتي مشطورا على نفس الصور

 

ج ـ وقد يأتي منهوكا على جزأين:

1 . صحيحا منهوكا : فاعلاتن/ فاعلاتن

2 . منهوكا محذوفا : ـــ / فاعلن

3 . منهوكا مبتورا : ـــ / فعلن

4 . منهوكا مسبغا : ـــ / فاعلاتان

5 . منهوكا مخبونا : ـــ / فعلاتن

6 . منهوكا مقصورا :  ـــ / فاعلان

فهذه الصور، لم يشير إليها الخليل أثناء تناوله للرمل، ولذلك لم نتعرض للأوزان المجزوءة التي يسمح بها هذا البحر لأنه سيلتبس في هذه الحالات بمجزوء الرمل.

البحر الخامس :

مفاعيلن/ مفاعيلن/ فاع لاتن**مفاعيلن/ مفاعيلن/ فاع لاتن

أـ هذا البحر، في حالة وروده تاما، يأتي :

  1. صحيحا : ــ / ــ / فاعلاتن** ــ / ــ / فاعلاتن
  2. محذوفا :  ـــ / ـــ  ** ـــ / ـــ / فاعلن
  3. مسبغا : ـــ / ـــ  ** ـــ / ـــ / فاعلاتان
  4. مقصورا : ـــ / ـــ  ** ـــ / ـــ فاعلان

ب ـ ولا يمكن أن يأتي مجزوءا، لأنه سيلتبس بمجزوء الهزج.

ج ـ ويمكن أن يأتي مشطورا، فيحتفظ بنفس الصور السابقة.

د ـ وقد يأتي منهوكا، على جزأين، هكذا :

1. منهوكا صحيحا : مفاعيلن/ مفاعيلن

2. منهوكا محذوفا : ـــ/ فعولن

3. منهوكا مقصورا : ـــ/ مفاعيل

4. منهوكا مسبغا : ـــ/ مفاعيلان

5. منهوكا مقبوضا : ـــ ـــ / ـــ / مفاعلن

البحر السادس :

فاع لاتن/ مفاعيلن/مفاعيلن **فاع لاتن/ مفاعيلن/ مفاعيلن

أ ـ في حالة وروده تاما، يأتي :

1. صحيحا : ـــ/ ــــ** ـــ/ ــــ/ مفاعيلن

2. محذوفا ـــ/ ــــ ** ـــ/ ــــ / فعولن

3. مقصورا :  ـــ/ ــــ** ـــ/ ــــ / مفاعيل

4. مسبغا : ـــ/ ــــ** ـــ/ ــــ / مفاعيلان

5. مقبوضا : ـــ/ ــــ** ـــ/ ــــ / مفاعلن

ب ـ وفي حالة وروده مجزوءا، فإنه سيأخذ نفس الصورالسابقة.

ج ـ أما في حالة وروده منهوكا، فإنه سيحتفظ بنفس الصور السابقة، إلا أنه هذه المرة سيأتي على جزأين هكذا:

1. منهوكا صحيحا : فاعلاتن/ مفاعيلن

2. منهوكا محذوفا : ـــ / فعولن

3. منهوكا مقصورا: ـــ / مفاعيل

4. منهوكا مسبغا : ـــ / مفاعيلان

5. منهوكا مقبوضا: ـــ / مفاعلن     

وهذه الأوزان لم يأت بها الخليل أثناء تناوله للأوزان الشعرية. وهي في مجموعها تبين لنا الطريقة التي اتبعها في تفريع أوزان كل بحر على حدة، وتوليد أوزان من أخرى بدءا من مفهوم الزحاف والعلة، ومرورا بعمليتي الجزء والشطر والنهك. لذلك تجدنا لا نستغرب إذا كانت الشعريات العربية قد تنبهت إلى طرق التوليد هذه التي أبانت عنها القواعد السابقة، فمالت نحو التجديد والابتكار

.فجربوا تامها ومجزوءها ومشطورها ومنهوكها، وخلطوا أحيانا بين تامها ومجزوئها، وتارة بين تامها ومنهوكها، وتارة أخرى بين مجزوءها ومقطعها، وشطروا ما لا يشطر، وجزءوا ما لا يجزء.. دون أن يخرجوا عن عروض الخليل وما يطرحه من إمكانات إيقاعية هائلة لا ينضب ماؤها.

1 ـ 3 ـ 5 ـ العلل الجارية مجرى الزحاف:

هذا ومن العلل ما يجري مجري الزحاف في عدم اللزوم، وهذه العلل، أو أشباه العلل التي تخالف مبدأ العلة، فلا تقع في موقعها، وحين تقع، لاتلزم، هي:

-            الحذف في العروض الأولى لبحر المتقارب.

-            والتشعيب، ثم الخرم، والخزم.[20]

  • فالتشعيت هو حذف أول الوتد المجموع، وهو خاص بالضرب دون العروض إلا عند التصريع، ففي مثل هذه الحالة يدخل العروض، ويصيب كلا من الخفيف، والمجتث، والمتدارك. فـ (فاعلاتن) الموجودة في بحر الخفيف، تصير: (مفعولن).    
  • أما الخرم، فهو حذف أول الوتد المجموع في الجزء الأول من البيت. ويقع في فعولن، ومفاعيلن، ومفاعلتن، من الطويل والمتقارب والهزج والمضارع والوافر.

وقد خرموا " مستفعلن " في الرجز والمنسرح والكامل لما آل إلى: (//0//0) " فعولتن".[21] وأكثر ما يقع في أول البيت الأول وقد يقع قليلا في أول عجز البيت، ولا يكون أبدا إلا في وتد.[22]  وللخرم بحسب مواقعه، ثلاثة ألقاب، هي: الثلم،[23] والخرم،[24] والعضب.[25] وله أسماء خاصة مع ما يكون له من تغييرات أخرى من الزحاف في التفعيلة ذاتها: هي الثرم،[26] والشتر،[27] والخرب،[28] والقصم،[29] والجمم،[30] والعقص.[31]

وهو حيث وقع قبيح باتفاق من الناس، " ومن شأنهم مد الصوت، فجعلوه عوضا من الخرم الذي يحذفونه من أول البيت ". [32] فقد كانت العرب تأتي به " لأن أحدهم يتكلم بالكلام على أنه غير شعر، ثم يرى فيه رأيا، فيصرفه إلى جهة الشعر، فمن ها هنا احتمل لهم، وقبح من أفعال غيرهم".[33]

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الخليل، وإن اعتبر الخرم قبيحا فإنه قد بذل في وصفه وتحديد فروعه وتسميتها جهدا كبيرا يدل على إخلاصه واحترامه لما سمع من الشعر، وهذا دليل آخر يمكن استثماره في بحث التطورات التي لحقت نظام الخليل على يد الشاعريين الجدد. وخاصة في جانب كبير من مقطوعاتها التي تكاد تلتبس بالنثر. فما كان بالأمس رخصا لا يسمح به إلا عند الاضطرار، أصبح قاعدة ألزم بها الشاعر نفسه، ما دام أنه يلبي حاجة موسيقية لفئة عريضة من ذوي المهارات الغنائية الشعبية، التي وجدت ضالها في المقطوعات الشعرية النثرية على يد المتأخرين.

ـ أما الخزم : فهو ضد الخرم، بالراء غير معجمة، الناقص منهما ناقص نقطة، والزائد منهما زائد نقطة. وغالبا ما يكون بزيادة حرف من حروف المعاني، أو كلمة، وقل ما يخزم بحرف من نفس الكلمة. إلا أنهم لم يأتوا فيه بأكثر من أربعة أحرف.[34] وهذه الزيادة غير لازمة ولا دخل لها في تقطيع البيت، وهي غير مختصة ببحر من البحور. وقد يقع في أول الشطر الثاني، لكن بحرف أو حرفين لا غير، وهو أيضا غير لازم . وإذا سقط لم يفد المعنى، ولا أخل به ولا بالوزن.[35] 

غيرأن هناك  من نظر إلى الخرم على أنه وسيلة من وسائل تصرف الشاعر حين الإلقاء أو الإنشاد، فكأن الشاعر وهو يلقي البيت يريد أن يصرف المستمع إلى أنه من بحر، ثم سرعان ما يعدل عنه إلى بحر مخالف، وهو مدرك لقيم التوازن. وفي ذلك يقول أحمد كشك: " فإن أراد التنويع وكسر الرتابة أنشد تفعيلاته على أنه من بحر مخالف ثم يعدل بعد ذلك إلى بحره. وإن أراد ايجاد بحره حافظ على سكتاته التي تحدد بحره". وتابع قائلا: " ذلك أن إنشادا سيجعلنا نحس أنه أمام بحر تخدعنا بدايته في أنه الكامل كما في قول المتنبي:

لاَ يُحْزِن اللهُ الأَميرَ فَإِنَّنِي *** لَآخُذُ مِنْ حالاتِهِ بِنَصِيبِي

الشطر الأول يوحي ببيت من الكامل، حيث يكون التقسيم  على النحو التالي:

لا يحزنل / لاه الأمي / رفإنني : متْفاعلن/ متْفاعلن/ متفاعلن

لكن توقيع الشاعر المنشد يستطيع أن يزيل هذا التوهم مستخدما ما يراه من سكتات كي يكون الشطر على النحو التالي:

لا يح / زنل لاهل / أمير / فإنني

وبذلك ندخل في إطار بحر الطويل".[36]

بحيث يصبح وزنه:عولن/ مفاعيلن/ فعول/ مفاعلن.

وبالنسبة للظاهرة الأخرى المتمثلة في الزيادة على إطار البيت، فقد تم النظر إليها أيضا على أساس أن بينها وبين الوزن الشعري سكتة توحي بأن ما بعدها من الإيقاع غير موصول بما قبلها، ولذلك فإن ترك المنشد لها أو إتيانه بها، لا يخل بإيقاع الشعر ولا يضر بالوزن ولا بالمعنى. فهذه الزيادة غالبا ما تشكل بالنسبة للشاعر، هامشا من التصرف الإنشادي لوصل البيت بما يليه


2 ـ المستدرك على أوزان الخليل:

قد تقدم أن الشعر محصور في خمسة  أو ستة عشر بحرا، كلها محصورة في خمس دوائر، مدار الأمر فيها على ثلا ثة وستين وزنا، موزعة على أربع وثلاثين عروضة ، وثلاثة وستين ضربا، وكلها نظمت عليها العرب. وأما ما زادت عليها فكثير. وهذه الأوزان هي التي تنبهت إليها الشعريات العربية، فاستدركتها على نظام الخليل، الذي تكمن أهميته  في بنائه الشجري، وتصيدت لها أكثر من شاهد عروضي، نرى ضرورة الوقوف عندها، حتى يتسنى لنا ملاحقة الأوزان التي مالت إليها الشعريات التي مالت إلى التجديد، فجعلت منها إحدى بنياتها العروضية المميزة. [37]  

2 ـ 1ـ المستدرك على الطويل:            

مستعمل الطويل كأصله مثمن في الدائرة، مبني من: فعولن/ مفاعيلن. وله عند الخليل، ثلاثة أوزان.[38]

+ وزاد الأخفش لعروضه الأولى المقبوضة [ مفاعلن ] ضربا رابعا مقصورا، [ مفاعلان

+ وزاد ابن السمان في هذه العروض ضربا خامسا دخله الحذف ثم القصر، فجاء على وزن: [ فعول

+ وقد طوله باستعمال التسبيغ فيه بعض المحدثين، فجاء به على وزن[مفاعيلان

+ واستعمل المتنبي العروض تامة في غير التصريع لأجل التصريع،

+ وزاد الأخفش عروضة ثانية محذوفة،[ فعولن] لها ضرب مقبوض، [مفاعلن

+ وأضاف لنفس العروضة المحذوفة، ضربا ثانيا محذوفا مثلها[ فعولن

+ وزاد ابن السمان في هذه العروض ضربا ثالثا حذف منه سببا مفاعيلن، فآل إلى [ فعل ].

+ ولم يستعمل الطويل مجزوءا، وقد أتى للمحدثين،

+ واستعملوه مجزوءا محذوفا

2 ـ 2 ـ مقلوب الطويل:[39]   

وقد سماه ابن الحداد " الوسيط "، وزعم ابن كيسان أن بعض المحدثين سماه  " السبيل" وقد غيره أبو عبد الله الحداد جملة تغييرات، فنظمه:

1/ تاما:

مفاعيلـن فعولن مفاعيلن فعولن* مفاعيلن فعولن مفاعيلــن فعولن

2/ ثم نظمه مقصورا [ فعولن ] / [ فعول]

3/ ثم نظمه محذوفا[ فعولن ] / [ فعو]،

 4/ ثم نظمه مجزوءا،

5/ ثم نظمه مجزوءا محذوفا،

 

 

2 ـ 3 ـ المستدرك على المديد:[40]

وزنه في الدائرة مثمن مبني من " فاعلاتن فاعلن"، وليس هذا بالمستعمل ولا المعروف في أشعار العرب، وإنما قد التزموا حذف جزء من عروضه وجزء من ضربه، وهو " فاعلن "، فصار مسدسا، هكذا:

فاعلاتن فاعلن فاعلاتن *** فاعلاتن فاعلن فاعلاتن

ويعد  المديد من الأبحر الشعرية التي يسمح فيها توالي النواتين الإيقاعيتين:   [ فا ] / [ علن ] بتعدد أوزانها، وهي عدا الأوزان المعروفة عند الخليل:[41]

الوزن السابع:وحكاه ابن السمان، عروضه الأولى تامة [ فاعلاتن] وضربها مقصور، [ فاعلان

الوزن الثامن: وحكى له ضربا محذوفا، [ فاعلن

الوزن التاسع: وحكى له ضربا محذوفا مخبونا،[ فعِلن

الوزن العاشر: وحكاه الأخفش لعروض الوزن المجزوء المحذوف، [ فاعلن]، وذكر له ضربا مجزوءا [ فاعلاتن

الوزن الحادي عشر: ولم يجيء المديد عن العرب تاما، وقد أتى منه للمحدثين قول الناشيء:

إِنّهُ لَوْ ذاقَ لِلْحُبِّ طَعْماً ما هَجَــرْ ** كُلُّ غِرٍّ في الهَوَى أنتَ مِنْهُ في غَرَرْ

لَيْسَ مَنْ يَشْكُو إلى أهلِهِ طولَ الكَرَى** كالَّذِي يَشْكُو إلى أهلِهِ طولَ السَّهَـرْ

 

2 ـ 4 ـ مقلوب المديد:

وسماه ابن الحداد" الوسيم "، وزعم ابن كيسان أن بعض المحدثين سماه " البديع "، وصنع عليه قوله:

كُلُّ أَمْرٍ تَوَلَّى مُدْبِرًا ذُو اعْتِيَاصٍ ** فَالْهُ عَنْهُ وَطَالِبْ مُقْبِلاَتِ الأُمُورِ

وقد غيره أبو عبد الله بن الحداد تغايرا، فجاء به: [42]

1/ تاما،

2/ واستعمله مقصورا، [ فاعلان]،

3/ واستعمله محذوفا،

4/ واستعمل هذا الضرب مخبونا،

5/ واستعمله مجزوءا مخبونا،

إِ

 وجعل أبو الطيب صالح بن شريف الرندي، أجزاء شطره، تتألف من:

[ فاعلاتن | فعولن ] مرتين، وهو مثمن ومربع، واستشهد على مربعه بهذا البيت:

مَنْ لِقَلْبِي المُعَنَّى ** بِالَّذِي يَتَنَّى

 

         2 ـ 5 ـ المستدرك على البسيط:

وقد أتى منه للعرب ستة أوزان،[43] وثبت عن الأعشى استعماله تاما في ديوان شعره، وذلك قوله:

قَفْرُ الفَيافِي تَرَى ثَوْرَ النِّعاجِ بِهَا  * يَرُوحُ فَرْداً وَيُلْفِي إِلْفَهْ طاوِيَهْ

وهذا هو الوزن السابع. ومن مصرع هذا الضرب، أنشده عامة أهل العروض:

 

وعده النديم على أنه " مشطور البسيط "، وليس كذلك في نظر القللوسي، لأن الشطر لم يجئ في المثمنات.

الوزن الثامن: أتت عروضه تامة [ فاعلن]، وضربها تام [ فاعلن] ،

الوزن التاسع: استعمال الحذذ مع الخبن في عروض البسيط المجزوء: [ فعو] / [ فعول]

الوزن العاشر: من مجزوء البسيط، ضربه مثل عروضه، استعمل فيه الحذذ مع الخبن: [ فعو] / [ فعو]،

الوزن الحادي عشر، من البسيط المجزوء، استعمله دون خبن، جماعة من المحدثين منهم أبو العتاهية في قوله: [فعْلن] / [فعْلن]

الوزن الثاني عشر: وفيه أدخل بعضهم القصر على فعولن حملا على فعولن في المتقارب، فجاؤوا به على وزن: [ فعولن] / [فعول]،

الوزن الثالث عشر: وفيه أدخل أبو العتاهية الطي على مستفعلن المقطوع، فغير الضرب وحده، فآل إلى [فاعلن


 2ـ 6 ـ مخلع البسيط: ( اللاحق).

وهو الوزن السادس للبسيط المجزوء المقطوع، لكن على التزام الخبن في "مفعولن " في الضرب والعروض، وتسمى هذه العروض بمخلع البسيط[44].  وهذا الوزن في رأي العروضيين، وزن متفرع عن البسيط بعد خبن عروضه المجزوءة المقطوعة ذات الضرب المماثل.

وهو في رأي حازم، عروض قائم بنفسه مركب شطره من جزأين تساعيين، تقديره: " مستفعلاتن / مستفعلاتن ". وكأنهم يلتزمون حذف السين من الجزء الثاني. والعبارة الأخيرة، إشارة إلى الصورة الأخيرة لمخلع البسيط: " مستفعلن / فاعلن / فعولن"، المتفرعة عن الوزن الأصلي المضارع لهذا المخلع: " مستفعلاتن / مستفعلاتن " بعد حذف ساكن جزءه الثاني، كما يتضح من المقاربة التالية:

مستفعلاتن / مستفعلاتن

/0/0//0/0. /0/0//0/0

ــــــــــــــــــــــــــــــــ  = الوزن المضارع للمخلع

مستفعلاتن .   متفعلاتن

/0/0//0/0.  //0//0/0

ــــــــــــــــــــــــــــــــ  = المخلع ( بعد دخول الخبن على جزءه الثاني).

مستفعلن. فا  علن. فعولن

  وهذه الصورة ليست إلا تركيبا جديدا لمخلع البسيط في صورته الأصلية. فإذا أضفنا إليها الصورة الأصلية قبل الخبن، كان عندنا:

مستفعـلاتن .  مستفعلاتـن

/0/0//0 /0. /0/0 //0/0

مستفعلن مفــعولن فعولن

وقد تفرعت عنه أوزان، استدرك القللوسي البعض منها في تناوله للبسيط، وعدها من الناذر فيه، وهذه الأوزان هي:

1 ـ وقوع [ مفعولن] في موضع فاعلن، ومنه قول ابن المعتز:

اَلْعَيْشُ مُرٌّ والمَوْتُ هَمٌّ        أَنْقُلُ رَحْلِي مِنْ كـُـلِّ  دارٍ        

 

فَأَيُّ هاذَيْنِ لاَ أَذُمُّ             خَوْفَ المَنايَا والأرضُ سُــمُّ         

2 ـ كذلك فعول [//0/] في موضع فعولن [//0/0]، [فعول]، في قول ابن المعتز:

قالتْ وَقَدْ رَاعَهَا مَشِيبِي         فَقُلْتُ لاَ تَعْجَبِـي  وأنتِ             

 

كُنْتَ ابْنَ عَمِّى فَصِرْتَ عَمَّا       قَدْ كُنْتِ بِنْتاً فَصِــرْتِ أُمَّا           

2 ـ 7 ـ المستدرك على الوافر:

وهو في أصل البناء على ستة أجزاء، [ مفاعلتن] ست مرات. والذي تُكُلِّمَ به منه ثلاثة أوزان.[45]

+ وقد روي الوافر تاما عن العرب،

 

+ وروى له الأخفش عروضا مجزوءة مقطوفة، ضربها مثلها، [فعولن] / [فعولن]،

+  وذكر الزجاج أنه جاء في ضرب الوافر المقطوف القصر،

+ وقد جاء في عروض الضرب الأول المقطوف القبض.[46] فقد شبه بعضهم فعولن في الوافر بفعولن في الطويل والمتقارب، فأدخله القبض، وهو في الحقيقة عقل

+ وذكر الزجّاج أنه جاء في ضرب الوافر المقطوف القَصر،

+  وقد حق أبو العتاهية الشبه فأدخله الحذف، وقال: [فعو]

ـ تنبيهان:

تَرَى الحاجاتِ حَيْرَى إذا اعْتَلَّ الوَرَى                               وَيَبْقَى النّاسُ كالرَّكْبِ ضَلُّوا وَسْطَ أَرْضٍ  فَبَيْنَا هُـمْ علـى حالِهِـمْ واللّيْــلُ داجٍ        

 

ويُظْلِمُ كُلُّ صُقْعٍ وَتَعْتَلُّ الأُمُورُ    فَلَيْسَ بِهَا دَليلٌ فَيَهْدِي مَنْ يَجُورُ   بَدَا لَهُــمُ فَسَارُوا بِـهِ قَمَرٌ  مُنِيرُ   

1/ جعل علي بن المنجم بيتين من العروض المجزوءة المقطوفة، ذات الضرب المماثل، بيتا واحدا، وصنع على ذلك قوله: [فعولن]

2/ وقد نقل فعولن لأول الصدر وأول العجز من العروض والضرب الأولى، علي بن يحيي المنجم، فقال: [مفاعلتن]

بِنَفْسِي حَبِيبٌ صَدَّ وَاجْتَنَبَا      وَوَاللهِ مَا أَذْنَبْتُ أَعْلَمُهُ         بَلَى لاَمَهُ في الصَّدِّ لاَئِمُـهُ     //0/0| //0/0/0| //0///0     

فعولن | مفاعيلن | مفاعلتن  

 

وَأَظْهَرَ لاَ مِنْ رِيبَةٍ غَضَبَا      إليهِ ولاَ أَوْجَدْتُهُ سَبَبَا           فقالَ لَهُ أَقْضِي بِـهِ أَرَبَا    //0/0  //0/0/0 //0///0        فعولن | مفاعيلن | مفاعلتن         

 

 

 

  والأبيات عندي يمكن حملها على السريع المكسوف، مع التزام الخزم أول الصدر وأول العجز. وهي زيادة لا دخل لها في تقطيع البيت، إلا أنها تعتبر مكونا أساسيا في التجربة الغنائية،

         2 ـ 8 ـ المستدرك على الكامل:

وعروض الكامل هذه كثر استعمالها، فاتسع مجالها، ووقع فيها من التغييرات ما جعل أوزانه تزيد عن العدد المعروف عند الخليل.[47] من ذلك:

+ أن الضرب الثالث، من العروض الأولى، جاء أحذ دون إضمار[ فعِلن ]

+ وجاء لها ضرب مرفل [ متفاعلاتن

+ وجاء لها ضرب مذال [ متفاعلان

+ وأتى للعروض الثانية الحذاء[ فعِلن]، ضرب تام مرفل،[ متفاعلاتن ]،

2 ـ 9 ـ المعتمد

 هذه التسمية لابن الحداد، ووزن شطره في الدائرة:

" فاعلاتك / فاعلاتك / فاعلاتك"، مرتين.

وهذا النوع يعد من الأوزان المستثقلة، ولذلك أهمل. وسماه بعضهم السالم، لسلامته من الزحاف،

 وقد غيره ابن الحداد تغاييرَا، منها:

1/ أنه استعمله تاما موقوف الآخر [فاعلاتن

2/ واستعمله أيضا موقوف العروض والضرب [ فاعلاتن] / [فاعلاتن]،

3/ واستعمل لهذه العروض الموقوفة، ضربا ثانيا حذف فيه السبب الثقيل، [فاعلاتن] / [فاعلن]

4/ واستعمله أيضا محذوف العروض [فاعلن] ، موقوف الضرب [فاعلان]،[48]

5/ واستعمله محذوف العروض والضرب، [ فاعلن] / [فاعلن]،

وهذا الوزن الأخير أعدل وزنا وأسلس ذوقا من هذا النوع كله، وقد غيره تغايرا خرج فيها عن القانون المستتب، لم يتعرض لها القللوسي تحاميا للطول.

6/  وأنشد الخولاني مجزوءا سالما محذوفا، ونسبه لعبيد بن الأبرص، وهو قوله: [فاعلاتك].[49]

لاَ أَعُوقُ وَلاَ أَجُوبُ وَ **  لاَ أُغِيرُ عَلَى مُضَرْ

ثم قال بعده:

لَكِنَّمَا غَـزْوِي إِذَا               بِكَتِيبَةٍ جَأْواءَ تَــرْ     

 

صَحَّ المَطِيُّ مِنَ الدُّبُرْ           فُلُ فِي الحَدِيدِ لَهَا   دَفَـرْ

 

2 ـ 10ـ المستدرك على الهزج :

وأصله في الدائرة مسدس مبني من " مفاعيلن" ست مرات. أما بحسب الاستعمال، فهو مجزوء وجوبا. ولهذا البحر وزنان فقط:[50]

+/ وزاد الأخفش ضربا ثالثا مقصورا، [مفاعيلن]

+/ ولم يأت عن العرب تاما إلا قليلا،

+/ وقد أتى له عروض محذوفة [فعولن]، لها ضرب مثلها [فعولن]، وهي ناذرة،

+/ وقد أتت العروض في الضرب الثاني مقبوضة،: [مفاعلن] / [فعولن]

 

        2 ـ 11 ـ المستدرك على الرجز:

يعد ها الوزن من الأنماط الإيقاعية الكبرى التي توسع العرب في استعمالاتها، حتى إن العروضيين قد ذكروا له أوزانا أخرى غير التي ذكرها الخليل وابن القطاع،وهي: [51]

+ الوزن المقطوع العروضة والضرب،[ فعولن] / [ فعولن]، والخبن لازم في هذه العروض وضربها.

+واستعمل بعض المحدثين للعروضة الثانية المجزوءة، ضربا ثانيا مقطوعا [ مستفعلن] / [ مفعولن]،

+واستعمل ابو العتاهية لها ضربا ثالثا أحذ [ مستفعلن] / [ فعْلن

+ واستعمل أبو نواس له عروضا مجزوءة مقطوعة لها ضرب مثلها :[ مفعولن] / [ مفعولن]، وتحتمل هذه العروض أن تحمل على المنسرح.[52]

+ وقد أتى للعروض الأولى من الرجز، ضرب مرفل، وضرب مذال في الناذر منه.

1- فأما المرفل، فأنشد ابن السمان عليه قوله :

هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ عَفا رُسومُها ** كُلُّ مُلِثٍّ ذو أَهاضِيبَ سَجُومُ

2- وأما المذال، فأنشد عليه قوله، وهو من الضرب الثاني المقطوع منها  [ مستفعلن] / [ مفعولاتن]:

عُوجَا عَلَيْهَا عَوْجَةً كَيْ تَسْأَلا **عَنْ أَهْلِها إِنْ جُزْتُما بِالْأَطْلاَلِ

+ وقد أتت الإذالة أيضا في الضرب الثاني الشاذ من العروض الثانية المجزوءة الصحيحة،: [ مستفعلن ] / [ مفعولان ]

+  وقد أتى لهذه العروض المجزوءة الصحيحة [ مستفعلن]، ضرب أحذ [ فعْلن]، في مسمط أنشده الجوهري في الصحاح،

+ وقد استعمل أبوالعتاهية الرجز مثمنا،

+ ومثله ما أنشده بعضهم وزعم أنه للعرب، إلا أنه مقطوع الضرب:

وَبَلْدَةٍ قَطَعْتُهَا بِجَسْرَةٍ أَعْمَلْتُهَا    تُخْذَى إِلَى ابْنِ جَعْفَرٍ لِأَنَّهُ مُذَهَّبٌ                        

 

مَـوَّارَةٍ أَذالَهَا التَّرْحيلُ وَالذَّمِّيلُ     رَحْبُ الْفِنَاءِ سَيِّدٌ  يَفْعَلُ مَا يَقولُ

+ وقد استعمله على بن المنجم، على جزء واحد. والجوهري يسمي هذا المقطع.

 

     2 ـ 12 ـ المستدرك على الرمل:

ومستعمل هذا البحر كأصله مسدس في الدائرة، مبني من " فاعلاتن "، ثلاث مرات. وله عند الخليل عروضان وستة أضرب.[53]

+ وزاد الزجاج عروضة ثالثة مجزوءة محذوفة، لها ضربان عنده.[54].

1/ ضرب مثلها،

2/ وضربها الثاني مخبون،

+ وزاد غيره ضربا ثالثا مجزوءا مقصورا،

+ وزاد أبو العتاهية فيها ضربا رابعا أبتر [/0/0]،

+ وقد أتى للعروض الثانية المجزوءة في شعر المحدثين، ضرب رابع مجزوء محذوف مخبون،

+ وقد أتت العروض الأولى من الرمل تامة مثل ضربها

        2 ـ 13ـ المستدرك على السريع:

مستعمل السريع كأصله مسدس في الدائرة مبني من: [ مستفعلن / مستفعلن / مفعولات ] ومثلها عند الخليل. وهو عند الأخفش مبني من: [ مستفعلن / مستفعلن / فاعلاتن ].[55]

ولهذا البحر سبعة أوزان موزعة ما بين أربع أعاريض وسعبة أضرب عند الخليل،[56] وهي ستة ضروب عند الأخفش والزجاج ومن تبعهما، ومنهم ابن القطاع. فقد ذكروا أن العروض الثانية منه لها ضرب واحد.

 + ومن شواذ السريع، وهو من المستدركات، قول الأعشى:[57]

أَقْصِرْ فَكُلُّ طالِبٍ سَيَمَلْ             أَقْصَرَهُ رَيْبُ المَنونِ وَمَا           

 

إَذْ لَمْ يَكُنْ على الحَبيبِ عَوَلْ        للموتِ في هذا الأنامِ  بَـدَلْ        

ثم قال :

فَهْـوَ يَقولُ لِلسَّفِيهِ إِذْ  ***    يُؤَامِرُهُ فِي بَعْضِ مَا يَفْعَلْ

فاستعمل العروض صلماء مخبونة، وخزم أول النصف الثاني ببعض كلمة. وقد روي:

فَهْـوَ يَقولُ للسَّفيهِ إذا  **   يَأْمُرُهُ فِي بعضِ ما يَفْعَلْ

وما يهمنا من هذا الشاهد، بروايتيه معا، تداخل هذه الأعاريض فيما بينها:

ـ فقد جاءت في البيت الأول مخبولة مكشوفة، وجاء ضربها مثلها. وهذا هو الوزن الخامس الذي لم يشر إليه القللوسي، وأشار إليه غيره.

ـ وجاءت في البيت الثاني صلماء مخبونة، وجاء ضربها أصلم.

ـ وجاءت في الرواية الثانية مخبولة مكشوفة، وجاء ضربها أصلم.

+ ومن الشاذ فيه أيضا وقوع الضرب الأول والثاني في قصيدة واحدة من العروض الثانية:

 

ع. مخبولة مكشوفة:///0                              مثلها: ///0

                                                       أصلم: /0/0

    

+ ومن تمام بناءه ما أنشده الأستاذ أبو الحسن، فقد كان ينشد على كل عروض بيتا من أتم بنائه، وذلك قوله:

مَاذَا وُقوفُ الصَّبِّ بَيْنَ الأَطْلالِ  ***  في مَنْزِلٍ مُسْتَوْحِشٍ رَثِّ الحَالِ

ولم يدخل الجزء السريع لأن مفعولات طرف، ولو حذف من الضرب والعروض لم يبق ما يدل عليه، وأمر آخر، وهو أن مبنى هذه الدائرة إنما هو على الوتد المفروق، وبه خالفت سائر الدوائر.

 

2 ـ 14 ـ المستدرك على المنسرح:

وزنه في الدائرة : مستفعلن /مفعولات / مستفعلن، ومثلها.  

ولهذا البحرعند الخليل ثلاث أعاريض وثلاثة أضرب:[58]

+ وزاد بعضهم في العروض الأولى الصحيحة ضربا ثانيا مقطوعا:[ /0/0/0 ]،

+ وقد استعمل بعض المحدثين لهذه العروض ضربا أحذ في قوله:

+ واستعمل ابن بسام لهذه العروض، ضربا على وزن " فعلان":

+ وزاد بعضهم عروضا مجزوءة مكشوفة لها ضربان:

1/ ضرب مثلها،

2/ الضرب الثاني موقوف،

+ وزاد بعضهم عروضا مجزوءة مكشوفة مخبونة،[ فعولن]، لها ضرب مثلها،     [ فعولن

+ وأنشد أبو الحسن من أتم بناءه:

إِنَّ ابْنَ زَيْدٍ لاَزالَ مُسْتَعْمِلاً  ***  بِالخَيْرِ، يُفْشِي في مِصْرِهِ العُرُفَا

 

2 ـ 15 ـ المستدرك على الخفيف:

 مستعمل الخفيف كأصله مسدس في الدائرة، مبني من:" فاعلاتن / مستفع لن / فاعلاتن "، ومثلها. وله عند الخليل خمسة أوزان، أي: ثلاث أعاريض وخمسة أضرب، غير الأوزان التي استدركها غيره.[59]

 فقد أتى للعروض الأولى التامة:[/0//0/0]

ضرب مقصور، أنشده ابن السمان: [ /0//00]

2 ـ وضرب أبتر: [/0/0]،

3 ـ وضرب محذوف مخبون: [ ///0]،

+ وقد أتى للعروضة الثانية المحذوفة:[/0//0]، ضرب أبتر:[/0/0

+ وجعل الخليل الخبن في هذه العروض الثانية المحذوفة وضربها، زحفا،

والتزمه الطرماح في هذه العروض، فجعلها أخرى، وجعل لها ضربا مثلها، [ فعِلن] / [ فعِلن]،:[60]

+ وقد أتى لهذه العروض المخبونة المحذوفة:[ ///0]، ضرب تام: [ /0//0/0]،

+ وأنشد أيضا لها ضربا مقصورا، [ ///0] / [/0//00]:

+ وأنشد لها  ضربا أبتر، [ ///0] / [/0/0]:

+ وزاد المحدثون عروضا بتراء:[/0/0]، لها ضرب مثلها:[/0/0]،

+ وقد أتى له عروض مجزوءة مقصورة مخبونة:[//0/0]، لها ضرب مثلها: [//0/0].

+واستعمل هذه العروض وضربها مرفلين، [مفعولاتن] / [مفعولاتن]،

 

 + وعمد أبو العتاهية إلى العروض الأولى والضرب الأول، واستعمل فيهما الترفيل، فزاد: [فا]

أَيُّهَا النّاسُ إِنَّكُــــمْ سَتَمُوتُونَا ** وَأَرَاكُمْ للموتِ لاَ تَسْتَعِــدُّونَا

تَجْمَعُونَ الحُطامَ بَعْضاً إلى بَعَضٍ ** وَتَخالُونَهُ تُراثاً وَتَمْضُــونَا

"والترفيل" هو زيادة سبب خفيف على ما آخره وتد مجموع، ولا أرى وتدا مجموعا تنتهي به "فاعلاتن"، وأظن أن القللوسي يقصد زيادة حرف ساكن على ما آخره سبب خفيف، وهذه الزيادة هي "التسبيغ" وأن الأبيات يجب أن تقرأ ضروبها بالتقييد، هكذا: [فاعلاتان]

أيُّها النّاسُ إنّكــــمْ ستموتونْ ** وأراكمْ للموتِ لا تَستعِــدّونْ

تجمعونَ الحُطامَ بعضاً إلى بَعْضْ ** وتَخالونَهُ تُراثاً وتَمْضــونْ

+ وعمد أبو العتاهية إلى مجزوءه ومقصوره المخبون، فجعل بيتين بيتا واحدا، فقال:

كلُّ حَيٍّ على الزَّمانِ فلاَ بُدَّ فانٍ      يَنْبَغِي لِي أَنْ آخُذَ الزّادَ للموتِ عُدَّةً     فاعلاتن / مستفعلن* فاعلاتن/ فعولن

 

أيُّ شَيْءٍ يَبْقَى عَلَى حادِثاتِ الزَّمانِ     فَكَأَنِّي أَرَى بِداعٍ لهُ قَدَ دَعَانِي         فاعلاتن / مستفعلن* فاعلاتن / فعولن        

+ وكثيرا ما يأتي أكثر القصيدة مشعثا، والتشعيث حذف متحرك، فتصير: فاعلاتن، إلى: "مفعولن" وهو حسن، ولم يستعمل المحدثون حذف متحرك عداه، يكاد كل شعر من الخفيف لا يخلو منه، ومن ذلك قول الوليد بن يزيد بن عبد الملك:[61]

اِسْقِنِي يا يَزيدُ بالقَرْقارَهْ ** قَدْ طَرِبْنَا وَحَنَّتِ الزَّمَّـارَهْ

اِسْقِنِي مُتْرَعاً فَإِنَّ ذُنُوبِي** قَدْ أَحَاطَتْ، فَمَا لَهَا كَـفَّارَهْ

2 ـ 16 ـ مهمل الخفيف:

  وتناوله حازم بالحديث في معرض كلامه عن الخفيف، فقال ما نصه:      " ومن تركيب السباعيات المتغايرة ما يتوسط فيه المفرد ويتطرف الجزءان المتماثلان كالخفيف... أما ما يتقدم فيه المفرد على المزدوجين فمهمل في أوزان العرب، لأن الجزأين المتكررين أثقل من المفرد. فالصدر أولى بهما على قياساتهم، وتصدير الأشطار أيضا بما يظهر فيه التناسب أولى من تصديرهما بما لا يظهر فيهما تناسب. ولهذا، ولاعتبارات أخرى، أهملوا هذا الضرب من الأبنية الوزنية.

  وقد وضع بعض الشعراء الأندلسيين على هذا البناء وزنا إلا أنه جعل الجزأين المزدوجين خماسيين فرارا من الثقل الواقع بتشافع السباعيين في النهاية، فكان التشافع في ذلك الوضع أخف من الخماسي، وذلك قوله:

أَقْصَرَ عنْ لَومِيَ اللاَّئِمُ *** لمَّا دَرَى أنَّني هائِمُ

تقدير شطره: مستفعلن / فاعلن / فاعلن".[62]

 

 

 

 

2 ـ 17ـ المستدرك على المقتضب:

هذا الوزن أنكره الأخفش، وادعى أنه لم يسمع منه شيء ينسب لشاعر من العرب.[63] وقال الزجاج وأما المقتضب فقليل إلا أنه مسموع، قد روي أنه سمع  على عهد النبي صلى الله عليه وسلم:[64]

هَلْ عَلَيَّ، وَيْحَكُمَا *** إِنْ لَهَوْتُ مِنْ حَرَجٍ

 وهو عكس السريع، أصله في الدائرة مبني من:

[ مفعولات / مستفعلن/مستفعلن ].[65]

إلا أن هذا  ثقل لكثرة الأوتاد فيه والأسباب الثقيلة وتكرر الفاصلة ووقوعها في النهايات، فلهذا لم يستعملوه إلا مجزوءا على أربعة أجزاء، مطوي العروض والضرب: [/0///0] / [/0///0].

+ وروى بعضهم لعروض هذا الشطر المطوي المجزوء [/0///0]، ضربا مجزوءا مقطوعا: [/0/0/0]،

+ وزاد أبو العتاهية لهذه العروض ضربا أحذ:[/0/0]،

+ وروى بعضهم له عروضا مجزوءة سالمة من الطي [/0/0//0]، لها ضرب مثلها:   [ /0/0//0]،

+ وكذلك روى له عروضا حذاء [/0/0]، لها ضرب مثلها [/0/0]،

+ وكان الأستاذُ أبو الحسن ينشدُ على كل عروضٍ بيتا من أتم بنائه، فمما أنشده على المقتضب، قوله:

يَا مَنْ حالَ عَنْ عَهْدِنَا بَعْدَ الوَفَا *** كَمْ لاَقَيْتُ لَوْ تُنْصِفونَا في الهَوَى

2 ـ 18 ـ المستدرك على المجتث:

وأصله في الدائرة مبني من: ( مستفع لن فاعلاتن فاعلاتن )، ومثلها.

 وله عند الخليل عروضة واحدة مجزوءة [ فاعلاتن]، لها ضرب مثلها[ فاعلاتن].

+ ـ وقد أنشدوا وزعموا أنه قديم:

جِنٌّ هَبَبْنَ بِلَيْلٍ **  يَنْذُبْنَ سَيِّدَهُنَّهْ

وقيل إنه للوليد بن يزيد بن عبد الملك، جاءت عروضه وضربه معا مخبونتين، وهذا الزحاف حسن في مستفع لن، صالح في فاعلاتن.

+ وقد أتى لها ضرب مسبغ ، وبيته :

أَبُو سَعيدٍ حَصيرٌ **  ماتَ طَريداً بِحُورَانْ

+ وزاد غيره عروضا محذوفة [/0//0]، لها ضربان:

ـ ضرب محذوف مثلها [/0//0]،

ـ الضرب الثاني مجزوء محذوف مخبون [///0]،

+ ومن أتم بنائه، ما أنشده أبو الحسن:

صَدَّتْ وَحالَتْ سُلَيْمَى يا خَلِيلِي *** عَنْ عَهْدِنَا، لَيْتَ شِعْرِي مَا دَهَاهَا

ويرى القلوسي أنه إذا دخل البتر هذه العروض، والكف مستفع لن، وفاعلاتن كان مجزوء الدوبيت:

مستفع لن/فاعلاتن/فاعلاتن       مستفع ل /فاعلات / فعلن       /0/0//   /0//0/   /0/0       فعلـن/ متفاعلـن/ فعولن            

 

مستفع لن/ فاعلاتن/ فاعلاتن   مستفع ل /فاعلات / فعلن       /0/0//   /0//0/     /0/0       فعلـن/ متفاعلــن/ فعولن            

وكذلك العروض السابعة من الدوبيت، هي مجزوء المجتث مع لزوم الكف لـ"مستفع لن" و العروض الثامنة أيضا، مع لزوم الكف في مستفع لن، فيصر الوزن هو:[ مستفع ل/فاعلن]، مرتين ويحول إلى:[فعلن / متفاعلن].[66]

 

2 ـ 19ـ مقلوب المجتث:

وسماه ابن الحداد "المتئد"، وهو " فاعلاتن فاعلاتن مستفع لن"، ومثلها، وبيته أنشده الأستاذ أبو الحسن للمحدثين:

مُذْ نَأَى الْمَحْبُوبُ خَلاَّنِي مُغْرَمَا ** ليتَ شِعْرِي أَيُّ أَرْضٍ قَدْ يَمَّمَا

وقد غير ابن الحداد هذا المهمل تغييراً لا يصح أكثرها في نظر القللوسي، ولذلك اعتذر عن ذكرها، واكتفى فيها بالقول ـ وهو يتناول بالدرس كذلك "مقلوبي المضارع" (المنسرد والمطرد) وعلة إهمالهما: " إنما كان لأن أصليهما اللذين هما المضارع والمجتث لا يوجدان في أشعار العرب إلا في النادر، وقد أًنكِر أن يكونا في شعر العرب، وإذا كان الأصل هكذا، فما ظنك بالفرع ؟ ألا ترى أنهما لم يُفَرَّعْ عليهما ضروب ولا أعاريض، وما هذا لسوء ذوقهما، فإن الطباع لا تنقاد لذوقهما إلا بالصناعة، والعرب تنفر مما يثقل على ألسنتها، ألا ترى أنهم لم يبنوا من اليوم فعلا اشتثقالا للإعلال الذي يلزمه، ولم ينطقوا بهمزتين في كلمة إلا وإحداهما مخففة، وأمثال ذلك كثير". [67] 

2 ـ 20 ـ المستدرك على المضارع:

المضارع من البحور الرباعية التي لم يقدر لها أن تتطور إلى بحور سداسية، وما نظم منه من النماذج السداسية تلاشى قبل أن يقوم له عمود، ولذلك حكم العروضيون عليه بالجزء وجوبا، على اعتبار أنه لم يرد إلا مجزوءا صحيحا، وأن وزنه هو: [68]

مفاعيلن / فاعلاتن ** مفاعيلن / فاعلاتن

+ وقد أتى لهذه العروض مما لم يذكره الخليل، ضرب ثان محذوف،: [فاعلاتن] / [فاعلن]

+ وقد أتى له عروض ثانية محذوفة، لها ضرب مثلها، [فاعلن] / [ فاعلن].

+ ومن تام بنائه قوله:

أَرَى لَيْلَى يَا خَلِيلِي قَلَّتْ وَصْلِي *** وَصَدَّتْ مِنْ بَعْدِ مَا قَدْ سَبَتْ عَقْلِي

 

        2 ـ 21 ـ 1 ـ المنسرد:

هذا الوزن أحد مقلوبي المضارع، وزنه: [ فعولاتن / فعولاتن / فاعل اتن ]، وبيته:[69]

شَجَا قَلْبِي حَمَامٌ بالشِّعْبِ عَنِّي ***  كَذَا المُشْتاقُ إِنْ غَنَّى الطَّيْرُ حَنَّا

 

2 ـ 21 ـ 2 ـ المطرد:

وهذا هو المقلوب الثاني للمضارع، وهو: " فاع لاتن فعولاتن فعولاتن" أو" فاع لاتن / مفاعيلن / مفاعيلن "، ومثلها

1/ ومنه، تاما:

حَيِّ بَانَ الحِمَى يَا حَادِيَ الرَّكْبِ** وَلْتَسَلْ أَهْلَهُ عَنْ قَلْبِيَ الصَّبِّ

2/ ومن المطرد مجزوءا سالما:

مَا قَضَى اللهُ مِنْ شَيْءٍ        لَيْسَ لِلْمَرْءِ إِلاَّ مَا             مِنْ رَشَادٍ وَمِنْ غَيٍّ            كُلُّ هَــذَا مَقَادِيــــــــــرٌ                

 

وَاقِعٌ غَيْرُ مَدْفُوعِ                    كَانَ قَدْراً بِتَوْقِيعِ                     وَاعْتِلاَءٍ وَتَوْضِيعِ                   مُبْرَمٌ غَيْـرُ  تَبْدِيـــعِ                    

 

2 ـ 22 ـ  المستدرك على المتقارب:

لهذا البحر عند الخليل عروضان وخمسة أضرب:

ـ العروضة الأولى تامة، ولها أربعة أضرب:                       مثلها

                                                                        مقصور

                                                                محذوف

مبتور

وتأتي هذه العروضة تارة تامة على فعولن، وتارة محذوفة على فعل(//0)، وذلك في قصيدة واحدة،لكثرة تصرف العرب في عروض المتقارب، ولتوافق أجزائه وتقاربها.

 فمما جاءت فيه العروض محذوفة وغير محذوفة، قول امرئ القيس:

كَأَنَّ الْمُدامَ وَصَوْبَ الْغمامِ ** وَرِيحَ الْخُزامَى وَنَشْرَ الْقُطُرْ

فجاءت العروض الأولى على فعولن غير محذوفة، ثم قال:

يُعَـلُّ بهِ بَـــرْدَ أَنْيابِهَا ** إِذَا غَرَّدَ الطّائِرُ الْمُسْتَحِــرُّ

فجاءت العروض على "فعل" محذوفة ".[70]

وقد تأتي تارة محذوفة وتارة مبتورة في قصيدة واحدة، وذلك قوله:

أَطاعَ الفَريضَةَ والسُّنَـهْ

كَأَنَّ لَنَا النّارَ مِنْ دُونِـهِ

 

فَتَاهَ عَلَى الإِنْسِ والجِنَّهْ

وَأَفْـرَدَهُ اللّـهُ بِالجَنَّـهْ

+ واستدرك أبو العتاهية للعروض الثانية المجزوءة، وزنا عروضه وضربه غير محذوفين [فعولن] / [ فعولن]، فقال

+ وزاد الزجاج للعروض الثانية، ضربا ثانيا أبتر [فعو] / [فع]،

+ وعلى رواية الزجاج استعمل أبتر العروض محذوف الضرب [فع] / [فعو]،

+ واستعمل بعضهم مجزوءه، محذوف العروض، تام الضرب [فعو] / [فعولن] ،

+ وقد استعمل أبو العتاهية في المجزوء البتر في العروض والضرب [فع]،  

أَيَفْرَحُ مَنْ يُقْبَرْ ** وَيُنْسَى فَلاَ يُذْكَرْ

والبيت يسمح بالتقطيع التالي: [فعولن/ مفاعيلن] / [ فعولن/ مفاعيلن]. وهذا من مشطور الطويل حسب تجزءة ابن الحداد.

+وقد استعمله بعض المحدثين مشطورا، أنشده ابن رشيق: [فعولن/ فعولن]

وَقَفْتُ هَنَيَّهْ *** بِأَطْلاَلِ مَيَّهْ

+ وكان الخليل قد ذكر له عروضا مقصورة، لها ضرب تام [فعول] / [فعولن]، لكنه لم ينص عليها، إنما ساق البيت في أثناء زحاف التام، وكتب على جزء العروض " مقصور حسن "، والبيت:

رُمْنَا قِصَاصاً، وَكَانَ التَّقَاصْ *** فَرْضاً وَحَتْماً عَلَى المُسْلِمِينَا

2 ـ 23 ـ المتدارك:

هذا الوزن مهمل لم تقل عليه العرب، ولا حكاه الخليل، ولا غيره من القدماء. وقد أهمله الخليل لقلته في شعر العرب، وَلِمَا دخل في الأوتاد فيه من الإخلال في الحشو في الناذر الذي أتى منه،[71]

 وإنما استدركه الأخفش، وقيل استدركه الجوهري وغيره من المحدثين، كابن النديم، وابن رشيق، وابن السمان، وجماعة من العروضيين، وأدخلوه في المستعمل، ولذلك سماه نصر بن إسماعيل بن حماد الجوهري" المتدارك "، وقد سماه النديم " الغريب "، وسماه ابن كيسان " المترادف "، وسماه المعري " ركض الخيل"، تشبيها له في السرعة، وبوقع قوائم الفرس أو البعير على الأرض. وأهل الأندلس يسمونه " مشي البريد "، وابن السمان يسميه "المتداني"، وسماه بعضهم " المخترع "، ذكره أبو الصلت، وسماه بعضهم   " قطر الميزاب "، ذكره الأستاذ أبو الحسن، وسماه بعضهم " العقال "، ذكره القرطبي، ومن أسمائه "المخلوع " و" الشقيق " و" المحدث " و" المتسق "، وأشهر أسمائه "الخبب".[72]

ومستعمله كأصله مثمن في الدائرة مبني من: [ لن/ فعو]، أي: " فاعلن "، وله ثلاثة أعاريض وأربعة أضرب.[73]

1/ عروضه الأولى تامة سالمة من الخبن، لها ضرب مثلها:[/0//0] / [/0//0]،

2/ العروض الثانية مخبونة، لها ضرب مثلها: [///0] / [///0]،

3/ ـ العروض الثالثة مجزوءة مخبونة، لها ضربان:

3/1ـ ضرب مثلها:

ــــــ/ ـــــ/ فعلن *** ــــــ/ـــــ/ فعلن

                                         ///0                 ///0

3/2ـ الضرب الثاني مقطوع:

                      ــــــ/ ــــــ/ فعلن *** ـــــــ/ ـــــ/فعلن

                                  ///0                    /0/0

وذكر ابن غازي في تذييله، أن له خمس أعاريض وثمانية أضرب، بزيادة:[74]

4/ العروض المقطوعة وضربها, وهما مشعتان،

5/ وزاد ابن غازي تبعا لابن الحاجب عروضا مجزوءة من غير خبن: [/0//0]، كان هذا الأخير قد نص على شذوذها. ولهذه المجزوءة  ثلاثة أضرب: 

5/1 ـ الضرب الأول مرفل، وزنه " فاعلاتن"، وبيته:

دَارُ سَلْمَى بِبَحْرِ عُمَانِ *** قَدْ كَسَاهَا الْبِلَى الْملَوانِ

 والبيت مصرع، تفعيله: فاعلن فاعلن فاعلاتن، ومثلها. والخبن الذي في عروض البيت غير لازم ، أما إذا كان لازما فالعروض المجزوءة المخبونة أولى بهذا الضرب.

5/2 ـ الضرب الثاني مذيل، وزنه "فاعلان"،

5/3 ـ الضرب الثالث مثلها: "فاعلن"، تفعيله: فاعلن، مسدسا.

+ وذكر أبو الطيب صالح بن شريف الرندي : أن الخبب من الأوزان المستحدثة، وذكر أنه يأتي مثمنا ومربعا، وأن أجزاءه تستعمل مقطوعة أو مخبونة، واستشهد على مربعه بقوله:[75] [فعلن]

إِنَّنِي صَابِ *** جَمُّ أَوْصابِ

 



[1] ـ عن أهمية المصطلح في الدرس النقدي، يراجع: إدريس الناقوري. (المصطلح النقدي في نقد الشعر، دراسة لغوية، تاريخية نقدية: 7 ـ 8)، والشاهد البوشيخي. (مصطلحات نقدية وبلاغية في كتاب البيان والتبين للجاحظ: 16)، و صلاح فضل. (إشكالية المصطلح الأدبي بين الوضع والنقل. مقال ضمن مجلة كلية الأداب ـ فاس. عدد 4/ 1988، ص: 69)، و محمد الكتاني. (مصطلح الشعر بين الثرات والمعاصرة. مقال ضمن نفس المجلة، عدد 4/ 88، ص: 134 ـ 135).

[2] ـ وقد جعلها البعض من ثمانية أجزاء، وذلك بإسقاط " مستفع لن" و" فاع لاتن" المنفصلتين.  انظر:  ابن عبد ربه. ( كتاب العقد الفريد: 5/ 425 )، وابن السقاط. ( مقدمة في العروض: 37 ). وأنكر الجوهري "مفعولات" بحجة أنه منقول من "مستفع لن" مفروق الوتد. ( عروض الورقة: 11). ومن شأن هذا النظرة التجزيئية أن تلغي أهمية الوتد المفروق في تكوين البنية الإيقاعية لغالبية الأوزان العربية، ولذلك كنا حريصين على تبني وجهة نظر الخليل التي قوبلت بالرفض من طرف غالبية المحدثين كذلك، وبخاصة منهم، الذين تبنوا النظرية المقطعية في تحليل الأجزاء المكونة لبحور الشعر العربي.

[3] ـ انظر: ابن رشيق. العمدة I/ 270- 271. والحقيقة أن هذه الخصائص ليست ثابتة، وإنما تتحدد مع الحالة النفسية التي يوجد عليها الشاعر. انظر: عز الدين اسماعيل. (التفسير النفسي للأدب: 78 ـ 79). وقد قدمنا في الموضوع رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا، انتهينا فيها إلى نفس النتيجة. انظر: (قضية تناسب الوزن والغرض في الشعر العربي بالأندس ـ دراسة إحصائية. قيد الطبع).

[4] ـ  انظر:  الدباغ عبد العزيز. (تيسيرعلم العروض والقافية: 17).

[5] ـ راجع كتاب: وريث محمد أحمد. (حول النظائر الإيقاعية للشعر العربي: 185 وما بعدها).

[6] ـ  هذا العدد لا يشير إلى المستدركات، ولا يشير إلى المرفوض منها، وإنما يعبر عن عدد الأوزان التي قام الخليل بحصرها فقط. انظر: الصاحب بن عباد. (الإقناع في العروض وتخريج القوافي: 4).

[7] ـ العلمي محمد. العروض والقافية (دراسة في التأسيس والإستدراك) : 13.

[8] ـ انظر: الدماميني. (العيون الغامرة على خبايا الرامزة : 201).

[9]ـ فلم يذكر السريع، والمنسرح، والمجتث، والمقتضب. (عروض الورقة: 11) وهي عند " جويار " ثلاثة عشر بحرا فقط، ليس من بينها المضارع، والمقتضب، والمجتث. (نظرة جديدة في العروض العربي: 137).

[10] ـ انظر: سيد بحراوي. (العروض وإيقاع الشعر العربي، محاولة لإنتاج معرفة علمية: 13)، وبابكر السيد. (المدارس العروضية: 338).

[11] ـ كمال أبو ديب. في البنية الايقاعية للشعر العربي وفي اللابنية أيضا. قصيدة النثر وجماليات الخروج والانقطاع. مجلة نزوى، العدد: 17/ 1999، ص: 19. 

[12] ـ من خلال تحليل الأجزاء إلى وحداتها، يتضح أن الوتد له في الخماسي حالتان : إما أن يتقدم السبب أو يتأخر عنه. وفي السباعي يزيد حالة ثالثة، وهي أنه يتوسط السببين.

[13] ـ وقد سميت بحورا لأن كل منها يأتي على وزن ما كالبحر الذي لا يفنى بما يغترف منه. ( شرح المقصد الجليل في علم الخليل لابن الحاجب. تعليق على لامية ابن الحاجب في العروض المسماة المقصد الجليل في علم الخليل. ضمن مجموع. مرقون بخزانة تطوان تحت رقم: 795، ص: 2).

[14] ـ أما إذا أخذنا بصورها في حال الإنجاز، فإن الأوزان التالية ستأخذ الرسم التالي:

ـ الهزج: [1+1] مفاعيلن مفاعيلن.

ـ المضارع: [1+2] مفاعيلن فاع لاتن.

ـ المقتضب: [1+2] مفعولات مستفعلن.

ـ المجتث: [1+2] مستفع لن فاعلاتن.

ـ المديد: [1+2+1] فاعلاتن فاعلن فاعلاتن.

[15] ـ ابن زاكور. النفحات الأرجية: 34.

[16]ـ وقد قام خلفان بن ناصر الجابري بعملية التقليب للتفعيلات الخليلية، لمعرفة إمكانات العربية من الأوزان، فوجدها (5514) وزنا، مع العلم أنه قد استثنى التفعيلتين المنفصلتين، بالإضافة إلى إهماله للمجزوءات والصور الأخرى التي تنتج عن هذه البحور. والبحور المهملة ستة في الدوائر العروضية، وإذا أسقطنا الستة عشر بحرا من (5514) بحرا، يكون لدينا (5498) بحرا مهملا من إمكانات اللغة، نظم المولدون على بعضها مجموعة من الأبيات الشعرية وسموها بأسماء معينة، وقد عدها بعضهم صناعة عروضية وتكلفا لا أساس له من الصحة. انظر: خلفان بن ناصر الجابري. (رؤية خاصة حول الدوائر العروضية. مجلة نزوى. ع 32/ 2002 . ص: 110 ـ 111).

[17] ـ أحمد كشك. محاولات التجديد في الإيقاع الشعري: 67.

[18] ـ وهناك فرق آخر بين الزحاف والعلة، وهو أن الزحاف لايكون إلا بالنقص، أما العلة فتكون بالزيادة والنقصان. ويلاحظ من خلال عرض العلل، أنها لا تختص بالعروض والضرب فقط، بل وبآخرهما دون أولهما أو وسطهما.

 

* بالنسبة لمجزوءه، ومشطوره، ومنهوكه، فإن الخليل ربما يكون قد استبعدها لسبب من الأسباب. وأشار إليه السبتي، فقال:" فيكون في البسيط والكامل والرجز ومجزوء البسيط وشطر الرجز"، ولم يشر إلى المتدارك. ( الرياضة الغامزة في شرح الرامزة: 45).

[19] _ اكتفينا بهذه التحولات التي تصيب الضرب دون العروضة، لأنها في نظرنا كافية لتفسير أوزان الموشحات التي تقوم على نظام الشطر.

[20] ـ هناك خلاف في الرأي حول الخرم والخزم، فجماعة ـ ومنهم صاحب الخزرجية ـ ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن محمد الخزرجي، وابن زاكور، وغيرهما ـ ترى أنه علة. وجماعة أخرى ترى أنه زحاف، ومن هؤلاء ابن السقاط، والقللوسي الذي وجدناه قسم الزحاف إلى ستة أقسام: أولي، ويشمل: الخرم والخزم، وثنائي، ورباعي، وخماسي، وسباعي، وما ازدوج منها مفردا مركبا. ( انظر: النفحات الأرجية والنسمات البنفسجية بنشر ما راق من مقاصد الخزرجية: 73)، و( الختام المفضوض: 114 )، و( شرح الغموض: الورقة: 21. مخطوط ).

[21] ـ القللوسي. الختام المفضوض: 16.

[22] ـ ابن رشيق. العمدة 1/ 276.

[23] ـ الثلم: حذف فاء (فعولن) ← عولن /0/0، فينقل إلى: فعْلن.

[24] ـ الخرم: حذف فاء (مفاعيلن) (فعولاتن) ← فاعيلن /0/0/0.

[25]ـ العضب: حذف ميم (مفاعلتن) ← فاعلتن /0///0   

[26] ـ الثرم: اجتماع الثلم والقبض في فعولن، فتصير: عول، فتنقل إلى: فعْل.

[27] ـ الشتر: هو اجتماع الخرم والقبض في مفاعيلن، فتصير: فاعلن.

[28] ـ الخرَب: هو اجتماع الخرم والكف في مفاعيلن، فيصير: فاعيل، وينقل إلى: مفعول.

[29] ـ القصم: هو اجتماع العضب والعصب في مفاعلتن، فيصير: فاعلتن، فينقل إلى: مفعولن.

[30] ـ الجمم: هو اجتماع العضب والعقل في مفاعلتن، فيصير: فاعتن، فينقل إلى: فاعلن.

[31] ـ العقص: هو اجتماع العضب والنقص في مفاعلتن، فيصير: فاعلت، فينقل إلى: مفعول.

[32] ـ ابن رشيق. العمدة: 1/ 281.

[33] ـ نفسه: 1/ 277.

[34] ـ الشريف السبتي. (الرياضة الغامزة: 68). ويرى القللوسي أن القياس يقتضي، إذا جاز الخزم بكلمة، أن تبلغ الكلمة سبعة أحرف عدد أطول ما تبلغه الكلم بالزيادة . (الختام المفضوض: 125).

[35] ـ ابن رشيق. العمدة: 1/ 278.

[36]  ـ الزحاف والعلة ، رؤية في التجريد والأصوات والإيقاع: 361

[37] ـ اعتمدنا في هذا الباب، أهم المصادر العروضية، وعلى رأسها الختام المفضوض، والعيون الغامزة، والمفاتيح المرزوقية، وشرح الغموض في علم العروض، وغيرها من الكتب العروضية التي تتضمنها لائحة المصادر والمراجع.

[38] ـ  الوزن الأول: عروضه مقبوضة، و ضربه تام. الوزن الثاني مقبوض. الوزن الثالث: عروضه مقبوضة، وضربه محذوف معتمد.

[39]  ـ هذا البحر في نظر القللوسي من الأوزان المستثقلة في الذوق، وقد أُهمِل لأن أهل الموسيقى يقولون أن الانتقال من بُعْدٍ كبير إلى بُعْدٍ صغير يُولِّد تباينا في المسموع واضطرابا في النفس، وأهل البلاغة يستحسنون قصر الفقرة الأولى وطول الثانية لأجل ذلك. (الختام المفضوض: 183، 184).

[40] إن استعمال أوزان هذا البحر في الشعر العربي ضعيف جدا، وتصاحب هذه النذرة على مستوى الشيوع، ما قد يعرف عن هذا البحر في صورته المجردة من خصائص موسيقية، تجعله أنسب لأغراض شعرية دون أخرى. راجع: (المرشد 1/ 140، 75، 74)، و(الفصول والغايات: 267، 266)، و(منهاج البلغاء: 276، 269، 267، 205)، و(قضية التناسب: 259).

[41] ـ ومجمل البحث في هذا البحر، ثلاثة أعاريض وستة أضرب: الوزن الأول مجزوء صحيح [/0//0/0]. الوزن الثاني عروضه مجزوءة محذوفة:[/0//0]، وضربه مجزوء مقصور:[/0//00]:والردف لازم له لالتقاء الساكنين. الوزن الثالث مجزوء محذوف. وهذا الوزن والذي قبله شاذان عند أبي الحسن. الوزن الرابع عروضه م. محذوفة، وضربه م. مبتور:[/0/0]. الوزن الخامس م. مخبون محذوف:[///0]. الوزن السادس عروضه م. مخبونة محذوفة، وضربه م. مجزوء مبتور.

[42] ـ القللوسي. الختام المفضوض: 185.

[43] ـ الوافي: 313.

[43] ـ 1/ الوزن الأول مخبون، وقد التزموه في جزأي العروض والضرب مع تصريع وغير تصريع :[///0]

2/ الوزن الثاني عروضه مخبونة : [///0]، وضربه مقطوع : [/0/0]. والردف لازم له، وقد شذ غير مردوف

3/ الوزن الثالث عروضه مجزوء صحيحة: [/0/0//0]، وضربه مجزوء مذال: [/0/0//00]. والردف لازم له. وهذا الوزن ألحقه حازم بالمجتث. انظر: (منهاج البلغاء: 237 ـ 238 ).

4/ الوزن الرابع مجزوء صحيح: [/0/0//0]

5/ الوزن الخامس عروضه مجزوءة صحيحة: [/0/0//0]، وضربه مجزوء مقطوع: [/0/0/0].

6 / الوزن السادس مجزوء مقطوع العروضة والضرب. " ويسمى مخلعا ". ابن القطاع: 99.

[44] ـ انظر : الختام المفضوض: 177ـ 178.  

[45] ـ الوزن الأول مقطوف، الوزن الثاني مجزوء صحيح. الوزن الثالث عروضه مجزوءة صحيحة وضربه مجزوء معصوب.

[46] ـ نفسه: 114.

[47] ـ  أوزان هذا البحر المعروفة، تسعة أوزان: الوزن الأول صحيح [متفاعلن ] / [ متفاعلن]. الوزن الثاني عروضه صحيحة [ متفاعلن] وضربه مقطوع [ فعلاتن]. الوزن الثالث عروضه صحيحة [متفاعلن] وضربه أحذ مضمر: [ فعْلن]. الوزن الرابع أحذ: [ فعِلن] / [ فعِلن]. الوزن الخامس عروضه حذاء،[ فعِلن] وضربه أحذ مضمر [فعْلن]. الوزن السادس عروضه مجزوءة صحيحة، [متفاعلن] وضربه مجزوء مرفل: [ متفاعلاتن]. الوزن السابع عروضه مجزوءة صحيحة، [متفاعلن] وضربه مجزوء مذال: [متفاعلان]. الوزن الثامن مجزوء صحيح [متفاعلن] / [متفاعلن]. الوزن التاسع عروضه مجزوءة صحيحة، [ متفاعلن] وضربه مجزوء مقطوع:   [ فعلاتن ].

[48] ـ وليس الحذف والوقف هنا على ما هو في العروض، لكنه تسامح في العبارة، ولعله يقصد بالوقف هنا، حذف السابع المتحرك، وهذا هو الكسف، ثم تسكين ماقبله.

[49] ـ والشعر كما نص الجاحظ في كتاب الحيوان من مجزوء الكامل، والبيت الأول: [متفاعلن]

لاَ، لاَ أَعُوقُ وَلاَ أَجُو *** بُ وَلاَ أَغارُ عَلَى مُضَرْ

 

[50] ـ هذا البحر له وزنان، هما: الوزن الأول المجزوءالصحيح: [ مفاعيلن] / [مفاعيلن]. الوزن الثاني: عروضه مجزوءة صحيحة، وضربه مجزوء محذوف[ فعولن].

[51] ـ لهذا الوزن عند ابن القطاع عروضان فقط ، وخمسة أضرب، بناء على أصله في أن المشطور والمنهوك لا عروض له. ( كاتب البارع في علم العروض: 136 ـ 138). وكان الخليل قد ذكر له أربع أعاريض وخمسة أضرب هي: الوزن الأول مسدس تام كأصله في الدائرة: [مستفعلن]/ [مستفعلن]. الوزن الثاني عروضه صحيحة[ مستفعلن ]، وضربه مقطوع [مفعولن]. الوزن الثالث مجزوء صحيح [ مستفعلن]/    [ مستفعلن]. الوزن الرابع المشطور( العروضة هي الضرب). الوزن الخامس المنهوك: مستفعلن / مستفعلن. ( العروضة هي الضرب).

[52] ـ القللوسي.الختام المفضوض: 208.

[53] ـ الوزن الأول عروضه محذوفة[ /0//0]، وضربه تام [ /0//0/0]. الوزن الثاني عروضه محذوفة[ /0//0]، وضربه مقصور[ /0//00]. الوزن الثالث المحذوف[/0//0]/ [/0//0]. الوزن الرابع عروضه مجزوءة صحيحة[ /0//0/0]، وضربه مجزوء مسبغ[ /0//0/00]. الوزن الخامس المجزوء الصحيح [/0//0/0]/ [/0//0/0]. الوزن السادس عروضه مجزوءة صحيحة[/0//0/0]، وضربه مجزوء محذوف[ /0//0].

[54] ـ كتاب العروض للزجاج: 30. وعده الجوهري من مربع المديد. (عروض الورقة: 18).

[55] ـ  وعلى الرأي الأول مذهب القللوسي. انظر: الختام المفضوض: 225. أما حازم فذهب إلى القول بأن تجزئته الصحيحة التي تشهد بها القوانين البلاغية، هي: مستفعلن / مستفعلن / فاعلان. منهاج البلغاء: 236.

[56] ـ الوزن الأول عروضه مطوية مكشوفة (أو مكسوفة): [ /0//0]، وضربه مطوي موقوف: [/0//00]. ومنهم من أجاز خبن هذه العروض، والردف لازم له لالتقاء الساكنين. (ابن القطاع151). الوزن الثاني المطوي المكشوف: [ /0//0]. الوزن الثالث عروضه مطوية مكشوفة: [/0//0]، وضربه أصلم: [/0/0]. الوزن الرابع المخبول المكشوف: [///0]. الوزن الخامس عروضه مخبولة مكشوفة: [///0]، وضربه أصلم: [/0/0]. الوزن السادس المشطور الموقوف [ مفعولان ] (العروضة هي الضرب). والردف لازم له لالتقاء الساكنين. (ابن القطاع: 152). الوزن السابع المشطور المكشوف [مفعولن ] (العروض هي الضرب). والرف مستحسن فيه.(ابن القطاع: 153). وهذان الأخيران ممنوعان من الطي، لأن الوتد فيهما معتل.

[57] ـ الختام المفضوض: 227.

[58]  - العروضة الأولى تامة [ /0/0//0 ] لها ضرب مطوي [ /0///0 ]. العروضة الثانية منهوكة موقوفة لها ضرب مثلها: [ مفعولان]. العروضة الثالثة منهوكة مكشوفة لها ضرب مثلها: [ مفعولن ].

[59] ـ وهذه الأوزان هي: الوزن الأول التام: [فاعلاتن] / [ فاعلاتن]. الوزن الثاني عروضه صحيحة:     [ /0//0/0]، وضربه محذوف جائز فيه الخبن عند الخليل:[ /0//0]. الوزن الثالث المحذوف:[/0//0 ]. الوزن الرابع المجزوء الصحيح: [مستفع لن] / [مستفع لن]. الوزن الخامس عروضه مجزوءة صحيحة:[/0/0//0]، وضربه مجزوء مقصور مخبون:[//0/0].

[60] ـ. القللوسي. الختام المفضوض: 238.

[61] ـ نفسه: 242.

[62] ـ منهاج البلغاء: 241.

[63] ـ محمد العلمي. العروض والقافية ـ دراسة في التأسيس والاستدراك: 204.

[64] ـ المرزوقي. المفاتيح المرزوقية: 473.

[65] ـ وذهب حازم إلى أبعد من ذلك، فجعل أصل بناء شطره من " فاعلن / مفاعلتن / فاعلن / مفاعلتن". مشيرا إلى أنه لم يستعمل إلا منصوفا، أي محذوف النصف من كل شطر. انظر: (منهاج البلغاء، 234 ـ 235).

[66] ـ نفسه: 253.

[67] ـ نفسه: 256.

[68] ـ  جلال الحنفي. العروض تهذيبه وإعادة تدوينه: 69، 70.

[69] ـ القللوسي. الختام المفضوض: 255.

[70] ـ  أبو القاسم السبتي. الرياضة الغامزة: 250.

[71] ـ وفي ذلك يقول السكاكي: " فاعرف وإياك إن نقل إليك وزن منسوب إلى العرب، لا تراه في الحصر، أن تعد فواته قصورا في المخترع، فلعله تعمد إهماله لجهة من الجهات". مفتاح العلوم: 518.

[72]ـ انظر: (الختام المفضوض: 264)، (ابن زاكور: 160)، و(الاقناع في العروض: 76)، و(العيون الغامزة: 59، 60)، و(المفاتيح المرزوقية: 497) و(عروض الورقة: 68)، و(الوافي في العروض والقوافي: 194 ـ 196)، و(تاج العروس،  مادة: [ خبب ]).

[73]ـ انظر: ابن زاكور.(النفحات الأرجية: 160 ـ 166)، ابن مرزوق. (المفاتيح المرزوقية 498)، والقللوسي. (الختام المفضوض 264 ).

[74] ـ ابن غازي. إمداد بحر القصيد، ببحري أهل التوليد، وإيناس الإقعاد والتحريد بجنسهما من الشريد.تخريج المرابط الترغي. مرقون. وانظر: المرادي. (شرح المقصد الجليل لابن الحاجب: 16)، والأسنوي. (نهاية الراغب في شرح عروض ابن الحاجب: 336)، وذكر له جار الله الزمخشري، عروضة واحدة مخبونة لها ضرب مثلها، وصرح أنه يأتي أحيانا مقطوعا. (القسطاس في علم العروض، ص: 128 ـ 129).

[75]  ـ الوافي في نظم القوافي: 315.

Publicité
Publicité
Commentaires
مدونة الدكتور عبد الإله كنفاوي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية تطوان- المغرب
Publicité
Archives
مدونة الدكتور عبد الإله كنفاوي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية تطوان- المغرب
Publicité